تعالت الاعتراضات على «كارلوس»، فيلم أوليفييه أساياس الذي عرض في «كان» وعلى Canal +. ومن وراء القضبان، أعلن المناضل الأممي، الذي يدور حوله العمل الروائي، أنّ السيناريو حافل بالمغالطات والتشويه لصورته وتاريخه («الأخبار»، 3/ 5/ 2010). وقد نشرت الممثّلة اللبنانيّة دارينا الجندي (الصورة) بياناً على شكل رسالة مفتوحة إلى والدها الراحل، تدين فيه العمل الذي يتهم كارلوس بـ«محاولة اغتيال» الكاتب والصحافي عاصم الجندي.
تخاطب دارينا والدها: «أنت لم تخن يوماً مبادئك التي حاربت من أجلها حتى الرمق الأخير، وزجّتك مراراً السجون العربيّة (...) حتى إنّك حين تلقّيت رصاصة في رأسك، كنت دوماً تتحسّس الثقب خلف أذنك اليسرى، كي تتذكّر معركتك من أجل العدالة، والحريّة، والمساواة والعلمانيّة. دفعت غالياً ثمن خياراتك. دخلت السجن في سوريا. وبعد خروجك، كانت مرحلة النفي. هكذا وجدنا أنفسنا في بغداد عام 1976. هناك التقيت لأول مرّة بكارلوس (...) فيلم أوليفييه أساياس يدّعي أنّك التقيت كارلوس في عدن (اليمن) عام 1978، وأنّك أجريت معه المقابلة الصحافيّة هناك، بينما أنتما لم تتقابلا خارج بغداد، المدينة التي هربت منها ولم تعد إليها مجدداً. بعد أشهر من وصولك إلى بيروت، وبعد مطاردات أجهزة الاستخبارات ورفضك التعاون معها، تلقّيت رصاصة في رأسك. كان ذلك على مدخل بنايتنا، كنت واقفة على الشرفة ورأيتك مضرّجاً بدمائك. الذين كانوا أرادوا قتلك، استغلّوا نشر حوارك مع

احتجّّّت الممثّلة على المغالطات التي طاولت والدها في شريط أوليفييه أساياس

كارلوس ليتّهموه بالجريمة. لكنك نجوت (...) وحين أخبروك بأن كارلوس هو وراء محاولة الاغتيال، جزمت باستحالة الأمر (...) بعد سنوات من الحادثة، نقل كارلوس رسالة إلى أخيك خالد في ألمانيا، تؤكّد اقتناعك بأنّه لم يطلق النار عليك (...). يدّعي الفيلم أنّ كارلوس أمر باغتيالك لأنّك بِعته إلى العراقيين. لا أفهم كيف يمكنك أن تبيع معلومات إلى نظام سجنك ووضعك في الإقامة الجبرية، قبل أن تفلت من براثنه. يصوّرك الفيلم واشياً صغيراً، أو مخبراً يبحث عن المال (...) يدّعي أنّك خسرت إحدى عينيك، وأنّ الأطباء في موسكو لم ينجحوا في إنقاذها. ضحكت كثيراً من الموضوع (...) حين خرجتُ من صالة العرض، عدتُ إلى المنزل وتفحّصت صورك: راجعت مقابلتك مع قناة «الجزيرة» بتاريخ 11/ 2/ 1999 (...) كنت بحاجة إلى أن أراك كما عرفتك: رجلاً حرّاً وصادقاً، وليس كما يصفك الفيلم».