مساحة مهمّة تحتلّها الأفلام الوثاقية في «مهرجان بيروت الدولي للسينما». لا تزال أغلب انتاجات الأعوام الأخيرة، تتمحور حول الحروب وآثارها، ومنها أعمال جديدة، تلقي الضوء، على واقع الأقليات. وقد فتحت الأوضاع الراهنة في المنطقة، الباب على أسئلة جديدة عن وجودهم ومصيرهم.في الأعمال الوثائقية الجديدة، يحضر النوبيون في خلال شريط محمد أحمد السيّد علي «الجريدي».

الجريدي هو اسم مركب صنعه أطفال نوبيون بأيديهم وأدواتهم البسيطة، يلهون به في نيل مصر. ويحضر أكراد تركيا، في «كان ياما كان» للمخرج كريم أوز عن قصة عائلة فقيرة وكبيرة تصل أنقرة للعمل في الحقول. يشارك هذان العملان ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الشرق أوسطية.
في فئة المساحة العامة، يشارك فيلم «على أرضها» للمصري محمد خيري عن مسيحيي مصر أيضاً. من جوّ الصراعات القديمة الجديدة، يأتي فيلم «الحياة تنتظر» للبرازيلية ايارا لي. صوّرت الأخيرة واقع سكان الصحراء الغربية واستمرار مطالبتهم بالاستقلال من المملكة الغربية، منذ أربعين سنة.
في فئة «المساحة العامة أيضاً، يعرض «كان يا ما كان، مرتين» لنِعم عيتاني، الذي يتناول ذكريات ونظرة جيلين مختلفين من سوريا ولبنان عن الحرب واللجوء. ويشارك فيلم لبناني ضمن المسابقة، للمخرج رامي قديح، هو «عجلات الحرب» الذي يصوّر يوميات سائقي دراجات نارية، كانوا في السابق مقاتلين في الحرب اللبنانية.
بعيداً عن أجواء الأفلام التي ذكرت حتى الآن، تدخل أفلام عربية أخرى المسابقة، تتناول مثلاً موضوع التوحّد في «هذا كل شيء» للمصري إسلام عبد الوهاب، وفيلم لافت ضمن المسابقة، للمخرجة الفلسطينية عزّة الحسن هو «حضور أسمهان الذي لا يحتمل» الذي يكشف النقاب عن أسرار ووقائع في سيرة النجمة المحبوبة.