نظمت «الحركة الثقافية انطلياس» في إطار «المهرجان اللبناني للكتاب للسنة 38 – دورة المعلم بطرس البستاني»، ندوة عن كتاب «مسؤولية فؤاد شهاب عن اتفاق القاهرة» للكاتب أنطوان سعد، على مسرح الأخوين رحباني في دير مار الياس انطلياس، بحضور عدد من المهتمين وزوار معرض الكتاب.بعد النشيد الوطني، قدم مدير اللقاء جوزيف هيدموس نبذة عن «اتفاق القاهرة» الذي وقع العام 1969 بعدما اجتمع في القاهرة، الوفد اللبناني برئاسة قائد الجيش العماد اميل البستاني، ووفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة رئيس المنظمة ياسر عرفات، ووقعا اتفاقاً ينظّم وجود الفلسطينيين في لبنان ويسهل العمل الفدائي انطلاقاً من أراضيه.
ولفت إلى أن الكاتب يوثّق للمرحلة التي سبقت الاتفاق، من حيث واقع دول الطوق بعد هزيمة العام 1967، وواقع الفلسطينيين في هذه الدول، كما يوثق الحال السياسية في لبنان وعلاقة المكتب الثاني والشهابية بالتنظيمات الفلسطينية. اتفاق سري، لم يعلم به الرئيس شارل حلو، بين الشعبة الثانية والتنظيمات الفلسطينية، يسهّل بموجبه الجيش اللبناني العمليات الفدائية انطلاقاً من الاراضي اللبنانية، كما يسمح باستقدام العناصر الفلسطينية وتدريبها في لبنان.
وعرّف بالمنتدين القاضي جو الخوري حلو مؤلف كتاب «شارل حلو واتفاق القاهرة»، والصحافي والكاتب نقولا ناصيف صاحب المؤلفات الاساسية عن مرحلة شهاب منها «جمهورية فؤاد شهاب»، و«المكتب الثاني- حاكم في الظل» و«رئاسيات»، والمهندس عصام بكداش صاحب محاضرات عدة في سياسة الرئيس شهاب وانجازاته.
حلو
وكانت كلمة للقاضي حلو اعترض في بدايتها على عنوان الكتاب وتحميل الرئيس فؤاد شهاب المسؤولية المباشرة عن الاتفاق، وقال: «كان من المستحسن عدم ربط السياسة الشهابية كسبب حصري ومباشر في حصول اتفاق القاهرة». وأشار إلى أن الكاتب استشهد في مقدمة كتابه باللواء سامي الخطيب الذي عايش الفترة كمسؤول، ورأى أن «سياسة فريق الرئيس شهاب في تأمين الدعم للثوار الفلسطينيين هي التي أدت إلى إضعاف لبنان في المواجهة وإلى التسوية التي تبلورت في الاتفاق».
ولفت إلى أن «القسم الأكبر من الكتاب يدور على الدور المسند للشهابية التي كانت تود تشجيع أو مساعدة العمل الفدائي لهدف انتقامي محض وبالتالي كسب انتخابات سنة 1970... إلا أن نيّة الشهابية لم تكن بالتأكيد الوصول إلى انهيار لبنان، إلا أن الخطأ في التقدير جعل الأمور ترتد ضد الشعبة الثانية والشهابية وتؤدي إلى إخفاقهما في الانتخابات الرئاسية العام 1970».
وأوضح أن «الكاتب توسّع بالأسباب الأساسية التي جعلت لبنان غير قادر على مواجهة الهجمة الفدائية عليه وانطلاقة المشكلة هي هزيمة 1967... كما تطرق إلى دور البعث السوري ضد لبنان».
بكداش
بدوره ألقى بكداش كلمة رأى فيها أن الكاتب «اعتمد في المفاصل الاتهامية الأساسية على أقوال واجتهادات وتصرفات ذاتية، منها ما هو متناقض أو صاعق أو فيه مبالغات عائدة إلى بعض المقربين من الرئيس شهاب وبعض من صاروا يعرفون بالشهابيين، في حين أن الرئيس شهاب ليس مؤسساً لحزب بل انسان متقشّف في كيان فكري نفسي إيماني أخلاقي وانضباطي معجون بتجارب وهموم المسؤوليات التي حملها في أرفع المراتب العسكرية والسياسية لدولة لبنان: مؤسساً وقائداً للجيش ورئيساً للجمهورية، وعليه أرى أن الصحيح هو القول إن لا شهابية خارج فؤاد شهاب ولا شهابي غير فؤاد شهاب».
وأورد سلسلة وقائع وفق التسلسل الزمني لها ابتداء من حياة الرئيس شهاب إلى نهايتها في العام 1973، رداً على أطروحة الكاتب، منها أن قائد الجيش شهاب «صحيح أنه لم يقمع ثورة 1958 إنما بالمقابل الرئيس شهاب لم يقمع الثورة المضادة التي قام بها حزب الكتائب وانصار الرئيس كميل شمعون، وبالتالي حكم الرئيس شهاب ضمن استقراراً داخلياً قائماً على مبدأ لا غالب ولا مغلوب، وأن القائد شهاب لم يطلب الرئاسة بل وافق عليها فتم انتخابه رئيساً في أيلول 1958 بنسبة تفوق الثلثين في المجلس المنتخب في العام 1957 والمعد من الرئيس كميل شمعون للتجديد له واستمرار سياسيته الغربية من خلال مبدأ إيزنهاور وحلف بغداد، وأن الرئيس شهاب لم يقبل بالتجديد له لرفضه مخالفة الدستور على الرغم من أن الأكثرية النيابية كانت مستعدة لتعديله» وغيرها من الوقائع.
وختم: «يقول الكاتب إنه بما أن الرئيس شارل حلو عانى وقاوم بحزم أثناء ولايته الرئاسية قوى قاهرة داخلية وخارجية من أجل منع اتفاق القاهرة فصار يستحق أن يكون بطلاً شكسبيرياً وبالتالي هاملت اتفاق القاهرة. بدوري أرى أن الرئيس شهاب عانى وقاوم بحزم على مدى حياته العامة قوى قاهرة داخلية وخارجية من أجل تعزيز كيان لبنان وتمتين وحدته الوطنية في مسار رسالة لبنان الحضارية، بأسمح لنفسي بأن أراه هاملت لبنان».