مضى أكثر من عام على عرض مسلسل «عندما يروننا» (When They See Us) على «نتفليكس». وفيه أعادت المخرجة الأميركية آفا دوفيرناي رواية أحداث قضيّة «سنترال بارك» في نيويورك عام 1989، التي سجن بسببها خمسة شبان أفارقة أميركيين ومكسيكيين، اتهموا ظلماً بالاعتداء على تريشا ميلي واغتصابها. ومنذ إطلاقه على المنصّة، استنكرت رئيسة قسم الجرائم الجنسية في شرطة نيويورك السابقة ليندا فيرستين التي تتحمّل المسؤولية الكبرى في اعتقالهم، كيفية تظهير المسلسل لشخصيّتها. إذ تظهّر مشاهد العمل دورها في تلفيق التهمة إلى الشبان من منطلقات عنصريّة بحت، ليتبين مع مرور السنوات أنها كانت اتهامات باطلة تماماً حين اعترف المعتدي الحقيقي بعد سنوات. وأخيراً، بعد سنة كاملة على عرضه، رفعت ليندا فيرستين دعوى قضائية رسمية على مخرجة العمل آفا دوفيرناي، ومنصّة «نتفليكس» وكاتبة العمل المساعدة أتيكا لوك، مدعيّة عليهم بتهمة «التشهير بشخصيّتها» خصوصاً أن المسلسل الذي يستند إلى حقائق ووقائع بالاستناد إلى شهادات الشبان، يصوّر الظلم التي عوملوا به خلال فترة احتجازهم من دون طعام، وحرمانهم من رؤية عائلاتهم، وحتى من الدخول إلى الحمّام. لكن ردّ «نتفليكس» جاء قاسياً في بيان وصفت فيه دعوى ليندا فيرستين بأنها «تافهة ولا أساس لها». وأكّدت الشبكة «نعتزم الدفاع بقوّة عن مسلسل «عندما يروننا» وعن الفريق المدهش الذي أنجز المسلسل». وفيما التزمت المخرجة آفا دوفيرناي الصمت حتى الآن، إلا أنها كانت قد ردّت في السابق على انتقادات فيرستين على المسلسل، قائلة «أظن أنه من الضروري محاسبة الناس ومساءلتهم. وهذه المحاسبة تجري اليوم بطريقة لم تحدث لرجال حقيقيين قبل 30 عاماً»، قاصدة بذلك غياب القضاء العادل عن هذه القضيّة. علماً أن المسلسل الذي ظهّر عنصرية القضاء في أميركا بلا مواربة في أكثر القضايا الظالمة شهرة في أميركا، حقّق نسبة مشاهدة مرتفعة لدى عرضه العام الماضي. ومع ذلك تمّ تجاهله تماماً من جوائز الغولدن غلوب رغم تألّق ممثّليه وإخراجه وقصّته التي تتبنى وجهة نظر هؤلاء الشبان التي تمّ تغييبها لسنوات طويلة أمام سرديّة النظام الأميركي وقضائه.