إلى الصّديق ج. ج.
ع طريق بيتي، في شَجرة صنوبر ما كنت كتير إنتبهلا.
بِأَوَّل عاصفة هاجرت الشجرة،
وبتاني عاصفة زَحَلِت الطّريق من تحتي.

يَلِّي عم قولوا، حَكِي بيِشبَه الموت.
مَرَّاتِ الهجرة بتشبَه الموت.
لمّا نِتْطَلَّع من شِبّاك الطيارة، شو بيِفرقوا سطوح البيوت عن سطوح المقابر، والأجسام العايشة عن المطمورة تحت التراب، طالما ما عِدْنا قادرين نُغمرا أو نقعد معا؟
صديقي الوحيد قَرَّر يهاجر، عن وَطَن مات.
بَس يلّي عَمْ بِكتبوا شَخصي، أعمق من قَضيةِ الوَطن الأَخضر لِ عم يِخْسر طَاقاتو الشَّبابيّة.
صراحة، من زمان صَار لبنان بالنّسبة إلي حَبس بِذَكِّرني بِخَيبَاتي وشعب تحَوَّل لَعِصابة.
اليوم هاجر صَديقي عَ عَتبة التلاتين،
يِمكن يِرجَع عَ عُمر الستِّين أو أكتر. وإذا كِنَّا بَعِدنَا عَايشين، رَح نِلتِقي بشِي قَهوة أو بلكون نِلعَب طَاولة أو وَرَق.
مَع إنّو وَلا مَرَّة لعبنا طاولة أو ورق!
صَعبي نِرجع نِتمَشَّى بِبَدَارو أو بِكفيا بَين المراجيح، يخبِّرني إِنُّو لاقا شِغِل جديد، يخبّرني عن حَبيبتو أَو خَبرو عَن حَبيبتي والشِّعر ...
يِمكن نروح ع قهوة نأرغل، أو نحكي عن السياسة بشكل عام، لأَن الوَقت فَتَح بَينَاتنا هُوِّة مِن ذكريات جديدة ما عِشنَاها.

لَهيك عم بِكتب!
لَمَّا نخاف نِخسَر يَلِّي وَدَّعْنَاهُن، منِتْصَوَّر سَوَا، منِشْتِري بْرَاويز، منعمل فن ومنكتب ت نثَبِّت الوقت.
الكتابة بِتْخَلِّي الوَقِت مَا يهاجر،
مِتِل تِمثَال أبو الهول يَلي بعدو عم يِطَلّع عَ الصحرا.
متِل الضّو يلي بعدو ما انطفى بغرفة فان غوغ.

* شاعر ومَسرحي