تسلمت وزارة الثقافة السورية تمثالاً برونزياً لعالم الآثار السوري الشهيد خالد الأسعد (1932 - 2015)، قدّمته «رابطة المحاربين القدماء» في روسيا بمثابة هدية تذكارية «تخليداً لذكرى شخصية قدمت الكثير لآثار سوريا وحضارتها».ووصفت وزيرة الثقافة لبانة مشوح المبادرة التي تمت بالتنسيق مع «اتحاد الكتاب الروس» بأنّها «تجسيد لعمق علاقات الصداقة والتعاون بين الشعبين والقيادتين والجيشين» في روسيا وسوريا.
وأضافت أنّ هذا الحدث «رمزي بدلالاته وأبعاده، فالأسعد هو رمز لكل شهداء سوريا وهو بطل عانى الكثير من وحشية المجرمين القتلة الذين أرادوا سلب الوطن هويته الثقافية»، في إشارة إلى إعدام تنظيم داعش للأسعد عام 2015 وتخريبه للتراث والآثار في مدينة تدمر التاريخية.
ومن المتوقع أن يحتل التمثال الذي حفرت عليه عبارة «نخل سوريا لا ينحني»، مكاناً «يليق به» في «متحف تدمر».
كان التنظيم الإرهابي، قد أقدم على اغتيال عالم الآثار بقطع رأسه وتعليقه على أحد أعمدة الكهرباء في تدمر، بعد سيطرته عليها قبل ست سنوات، لرفضه الكامل الدلالة على الكنوز الأثرية في تلك المنطقة.
يعتبر الأسعد الحاصل على إجازة في التاريخ من جامعة دمشق، من أشهر علماء الآثار في سوريا، إذ أسهم في بناء اكثر من 400 عمود كامل من أروقة الشارع «الطويل» ومن معبديّ «بعل شمين» و« اللات» ومن أعمدة ومنصة وأدراج المسرح الروماني، واكتشف 700 قطعة نقدية وفضية في مدينة «تدمر». كما أسهم في اكتشاف لوحة فسيفساء سليمة تعود إلى القرن الثالث. الأسعد الحاصل على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة وأوسمة استحقاق من فرنسا وبولونيا وتونس، كان قد شغل منصب مدير آثار تدمر منذ العام 1963 حتى 2003.