ما زالت قضيّة إرث الراحل نجيب محفوظ (1911 – 2006/ الصورة) مع «دار الشروق» المصريّة تتفاعل منذ سنوات. لكن أخيراً، وضعت ابنة الروائي المصري أم كلثوم محفوظ حدّاً لها، بعدما وقّعت عقداً جديداً يمنح حقوق النشر الورقي فيه لدار «ديوان» و«هنداوي»، منهيةً بذلك حوالى 15 عاماً من استحواذ «الشروق» على حقوق النشر الورقي لأعمال محفوظ، الذي كان قد وقّع الاتفاق مع الدار سنة 2005. يعدّ الخلاف الأشهر في تاريخ النشر المصري والعربي، خصوصاً أنه يتعلّق بإرث أحد أشهر الكتّاب في العالم العربي. في مقابلة أجرتها ابنة محفوظ أخيراً مع صحيفة «الدستور»، استعادت أسئلة الكاتب والصحافي المصري وائل لطفي لها هذا الخلاف مجدّداً، حيث كشفت أم كلثوم عن تفاصيل هذا الخلاف، معبّرة عن أنّ قرار والدها بمنح «الشروق» حقوق النشر، كان بمثابة خطأ كبير.
في المقابلة، أكّدت أم كلثوم أنّ الخلاف تراكم على مدى سنوات، خصوصاً أنّ «الشروق»، أرادت أن تستأثر بحقوق الأعمال الدراميّة المستوحاة من روايات محفوظ، يُضاف هذا إلى فترة طويلة لم تكن فيها العائلة «سعيدة» بالتعامل مع الدار مشبّهة طريقتهم بـ «فتوات» روايات والدها.
إذ أشارت إلى أنّ الدار تذمّرت من أنّ مبيعات كتب وروايات محفوظ لم تحصّل المبلغ الذي كان قد تقاضاه محفوظ مقابل توقيع العقد معها، مع أنّهم حصلوا أيضاً على حق النشر الإلكتروني لقاء المبلغ نفسه، رغم أنّه ليس هناك كتاب إلكتروني. وأضافت أنّ «الشروق» حصلت أيضاً على حقّ الأعمال الدرامية، في حين لم تقم بإنتاج أي منها إلا مسلسل «أفراح القبّة» (2016) الذي يستند إلى رواية محفوظ الشهيرة (1981).
المفارقة التي أشارت إليها أم كلثوم محفوظ هي أنّها لدى استعادة العائلة للحقّ الدرامي للأعمال، بات هناك حوالى ثماني من أعمال محفوظ في طريقها إلى الإنتاج، من ضمنها «أولاد حارتنا» التي كانت الدار قد اتهمت عائلته برفض نقلها إلى الشاشة بسبب تشدّدها الديني، وهذا ما وجدت أم كلثوم فرصة لنفيه أيضاً.
بالإضافة إلى هذه الرواية، كشفت أم كلثوم عن بعض تفاصيل الأعمال الدراميّة المنتظرة، منها أن شركة «بروديوسرز» اشترت «الحرافيش» و«ميرامار»، فيما استحوذت شركة «أي برودكشن» على الحقوق الدرامية لـ «ثرثرة فوق النيل» و«الطريق» و«القاهرة 30»، في مقابل ذهاب حقوق «أولاد حارتنا» و«العائش في الحقيقة» إلى صادق الصبّاح.