اعتراضاً على مشاركة الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان في أنشطته، أعلن أدباء ومثقفون خليجيون، أخيراً مقاطعتهم لـ «مهرجان طيران الإمارات للآداب» المقرّر في شهر شباط (فبراير) المقبل. ومن المعلوم أنّ ديفيد غروسمان من مؤيّدي نظام الفصل العنصري في فلسطين المحتلة، ويناهض حق العودة اللاجئين الفلسطينيين، وسبق أن دافع عن العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز (يوليو) 2006.في هذا الإطار، قال «ائتلاف الخليج ضد التطبيع»، عبر حسابه على تويتر، إنّ أدباء من عُمان والكويت قرّروا مقاطعة الحدث الإماراتي اعتراضاً على مشاركة غروسمان، ناشراً مجموعة من الأسماء. ومن هؤلاء: من الكويت الكاتب علي عاشور الجعفر وأحمد الزمام ومنى الشمري، ومن عُمان بشرى خلفان.
وثمّن الائتلاف قرار الكتاب الخليجيين مقاطعة المهرجان، مشيداً بالتزامهم بـ «الموقف الشعبي العربي وبمصالح الأمّة العربية وثوابتها القومية والوطنية»، داعياً بقية المشاركين إلى فعل الأمر نفسه ودعم «الموقف العربي تجاه قضية فلسطين».
في السياق نفسه، قالت الكاتبة والإعلامية الكويتية، سعدية مفرح، في تغريدة: «سيشارك في «مهرجان طيران الإمارات للآداب»، كاتب أو أكثر من الكيان الصهيوني إلى جانب الضيوف العرب». وأضافت: «وهذا تنويه مبكر لمن لا يعرف منهم».
من ناحيتها، استهجنت «حركة مقاطعة إسرائيل» (BDS) «إصرار منظّمي المهرجان على إقحام كاتب إسرائيليّ بين عشرات الكتّاب والمبدعين العرب»، لافتةً في بيان إلى أنّ هذه الخطوة «حلقة أخرى في مسلسل استماتة البعض في سبيل نقل التطبيع من المستويات الرسمية لبعض الأنظمة إلى مستوى الجماهير العربية، والتي تعي خطورته، وترفضه تماماً».
كما اعتبرت الحركة أن مشاركة روائي إسرائيلي في المهرجان، والاحتفاء به كـ «ناشط سلام» في حدث يُقام على أرض عربيّة، ما هما إلّا «إقحام سياسيّ فجّ، يسعى لجرّ الكتّاب والأدباء العرب في مستنقع التطبيع الثقافي والأدبي مع العدوّ الإسرائيلي».
وفيما شدّدت على أنّه «مع كل يوم، تترجم إسرائيل على أرض الواقع أنّها عدوّة شعوب المنطقة برمّتها وليس الشعب الفلسطيني فحسب»، أكدت الحركة «ضرورة تصعيد التصدّي للتطبيع معها بأشكاله كافة، تعبيراً عن الإرادة الشعبية العربية وقواها الحيّة».
وبينت BDS أنّه «لا يمكن أن نقبل بتوظيف الإبداع كأداةٍ لتكريس الاضطهاد والاحتلال والاستعمار الإسرائيلي»، موضحة في الوقت نفسه أنّه «في زمن الاضطهاد، يحمل الإبداع الثقافي والفني قضايا المضطهدين، أو يفقد بوصلته الثقافية والأخلاقية».