تقيم مؤسسة الدراسات الفلسطينية عند السادسة من مساء اليوم، ندوة افتراضية بالشراكة مع مكتبة الخالدية في القدس، تناقش كتاب «محمد روحي الخالدي المقدسي (1864-1913)، كتبه ومقالاته ومنتخبات من مخطوطاته» الصادر حديثاً عن المؤسسة. يشارك في الندوة كل من مريم سعيد العلي (محررة الكتاب) وطريف الخالدي، وهما أستاذيّ التاريخ في الجامعة الأميركية في بيروت، وسليم تماري، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيرزيت، وخضر سلامة، أمين المكتبة الخالدية.
الكتاب هو طبعة محقّقة في مجلدين، لأعمال الكاتب ورجل السياسة محمد روحي الخالدي المطبوعة والمخطوطة، الذي يعد أحد رجالات النهضة العربية الذين درس في القدس، مسقط رأسه، ثم بيروت، فالآستانة ثم تابع دراساته العليا في جامعة السوربون في باريس حيث درس العلوم السياسية، وألّف في مجالات تخصصه وفي الأدب المقارن والتاريخ الثقافي.
في المقدمة، يذكر المؤرخ طريف الخالدي أن أهمية الكتاب تكمن في أنه «يسلّط الضوء على فترة هامة جداً من عصر النهضة في العالم العربي عامة وفي فلسطين خاصة، كما انعكست أنوار ذلك العصر في مؤلفات روحي الخالدي، وفي اهتماماته الرئيسية أي: الحرية، التقدم، بدايات علم الاجتماع وعلم الأدب المقارن وعلم الألسنة، كتابة التاريخ، الاستشراق، العرب وحضارة الغرب، الإسلام المنفتح على العالم، وأخيراً لا آخراً الخطر الصهيوني المتعاظم».
ويصف كتابات الخالدي بأنه: «يخاطب روحي القُرّاء بلغة سهلة خالية من البديعيات والتصنّع، ولا يزعم لنفسه سلطةً ما، بل يأخذ القارئ معه في رحلاته الفكرية المتنوعة وكأننا في حوارٍ عقلاني ومنطقي بين أنداد. وهذا ما يضفي على مؤلفاته حداثتها وأهميتها للمؤرخين المعاصرين من جهة ولجمهور المثقفين من جهة أخرى».
يحتوي المجلد الأول على خمسة من كتبه يُعاد نشرها بالتسلسل تبعاً لطبعاتها التي صدرت أوائل القرن الماضي. وهي «رسالة في سرعة انتشار الدين المحمدي وفي أقسام العالم الإسلامي»، و«تاريخ علم الأدب عند الإفرنج والعرب وفيكتور هوكو»، و« المقدمة في المسألة الشرقية منذ نشأتها الأولى إلى الربع الثاني من القرن الثامن عشر»، و«أسباب الانقلاب العثماني وتركيا الفتاة أصدق تاريخ لأعظم انقلاب»، و«الكيمياء عند العرب».
أما المجلد الثاني فيضمّ مقالاته، التي نشر معظمها في «الهلال» المصرية مع مجموعة من مقالات «العالم الإسلامي» التي نشرتها جريدة «طرابلس الشام» اللبنانية ويُعاد نشرها في هذا الكتاب للمرة الأولى. علاوة على المقالات، يضم المجلد الثاني أيضاً مختارات من مخطوطات للخالدي تُنشر للمرة الأولى، اعتماداً على نسخها المحفوظة في المكتبة الخالدية، منها «باريس» و«الديون العمومية العثمانية»، و«رحلة المقدسي إلى جزيرة الأندلس» مع مخطوط «علم الألسنة» المحفوظ في بيروت.
يذكر أن الكتاب جزء من «سلسلة منشورات المكتبة الخالدية»، التي تصدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية والمكتبة الخالدية، وهو الخامس الذي يصدر عن السلسلة منذ 2020، سبقه «فضائل القدس: دراسة تحليلية مع تجميع لنص كتاب «فضائل بيت المقدس» للوليد بن حماد الرملي، و«القدس الأخرى: إعادة النظر في تاريخ المدينة المقدسة» من تحرير رشيد الخالدي وسليم تماري، و«السيونيزم أي المسألة الصهيونية: أول دراسة علمية بالعربية عن الصهيونية» لمحمد روحي الخالدي، و«المكتبة الخالدية في القدس 1720-2001» لوليد الخالدي.