يستعير نبيل سليمان عنوان رواية لوكيوس أبوليوس «تحوّلات الحمار الذهبي» باختلاف طفيف عن الأصل مستبدلاً الحمار بإنسان في مسعى لتشريح التحوّلات التي أصابت الجنس البشري لجهة العنف والتوحش والنزعة الحيوانية. في «تحولات الإنسان الذهبي» (دار خطوط وظلال- عمّان) يستكمل الروائي والناقد السوري مشروعه في فحص زلزال الجغرافيا والتاريخ مازجاً الوثائقي بالتخييلي، والسوسيولوجي بالإيديولوجي. في تقديمه للرواية، يشير الناقد سعيد يقطين إلى أن «بطل الرواية تحوّل من حمار إلى إنسان. وبما أنه كاتب، فقد جعل كل همه في هاجس واحد ظاهر، وهو «كتابة رواية عن الحمار»، وآخر باطن: كتابة رواية مختلفة عما كتب عن الحمار. وفّر الكاتب لعمله هذا مادة تتصل بالحمار تربو على مئة وثلاثين مرجعاً. لم يتخذ الحمار قناعاً، ولا رمزاً، ولا أمثولة، لتصريف مواقف محددة، ولكنه جعل منه حافزاً للسرد عن التحولات التي تطرأ على الإنسان في حياته اليومية، من خلال رصد جوانب من حياة البطل نفسه، في ذاته، من جهة، منذ طفولته إلى أن صار كاتبا يحضر المهرجانات التي تقام حول الحمار، في تركيا، والكويت، والمغرب، وفي علاقاته مع الآخرين، من جهة أخرى». ويوازي هذا الغنى والتنوع على مستوى المادة الحكائية والدلالية للنص «توظيف لتقنيات روائية وفنية برع الكاتب في استثمارها، باقتصاد دقيق، من اللغة الراقية والشفافة، إلى تقطيع المشاهد، وتكسير عمودية الزمن، وتعدد اللغات والأصوات، مروراً بالهوامش، والعناوين الفرعية، وتضمين خطابات متنوعة ومتعددة من حقب وثقافات مختلفة». تجدر الإشارة أن هذه الرواية تحمل العنوان الثالث والعشرين في قائمة الروايات التي أنجزها نبيل سليمان منذ عام 1970 إلى اليوم، ومن أبرز هذه العناوين: «مدارات الشرق»، و«ليل العالم»، و«تاريخ العيون المطفأة».