تودّع اليوم مدينة مدنين القريبة من الحدود الليبية جمهور «مهرجان مسرح التجريب» بعد أسبوع من العروض المسرحية التي تابعها الجمهور يومياً. ومثّلت هذه المسرحيات آخر ما أنجز محلياً خلال سنة 2022.يعدّ المهرجان من الأعرق في مجاله، وتأسّس قبل ثلاثين عاماً. كان في البداية مجرّد حلم للمخرج الشاب آنذاك أنور الشعّافي لكنه استطاع أن يكون النافذة الأهم على المسرح التونسي. ومرّ به أبرز المسرحيين التونسيين، أمثال فاضل الجعايبي وفاضل الجزيري وتوفيق الجبالي ورجاء بن عمّار وعز الدين قنون... ويتميز بمستوى النقاش الذي يتم بعد كل عرض. إذ خلق ذائقة مسرحية مختلفة عن السائد.
افتتحت النسخة الـ 26 بكوميديا موسيقية لمنير العرقي بعنوان «ديمة نضحك»، ومسرحية «أنا الملك» لمعز حمزة عن نص أصلي لتوفيق الحكيم، ومسرحية «لعمى» عن رواية بالعنوان نفسه للروائي البرتغالي جوزيه ساراماغو، ومسرحية «ثقوب سوداء» لعماد المي. وعن نصوص لعبد الحليم المسعودي، قدّمت ثريا البوغانمي «رحّل»، وقدّم نزار السعيدي مسرحيته الجديدة «تائهون». وكان الختام بمسرحية «ما يراوش» لمنير العرقي من أنتاج «المركز الوطني لفن العرائس».
ولم يغب الجانب الفكري عن المهرجان الذي احتضن ندوة بعنوان: «أي مسارات جمالية للمسرح التونسي اليوم؟». طرحت قضايا الكتابة والإخراج، وساهم فيها عدد من الجامعيين، من بينهم: محمد عبازة ومحمد مسعود أدريس وفوزية ضيف الله ومريم عتيق الجلاصي والمخرجون أنور الشعافي وعلي اليحياوي وكيلاني زقروبة.
الفن التشكيلي كان حاضراً أيضاً من خلال معرض الثنائي الحبيب غرابي ورؤوف ليسير، وتقديم كتاب «شذرات حياة» لفوزية ضيف اللّه ولقاء شعري للثنائي ضو ضيف الله وجلال قصودي.
المهرجان الذي يودّع جمهوره اليوم غيّر إيقاع المدينة الصغيرة التي نجحت في أن تكون على مدى ثلاثين عاماً فضاء لمسرح التجريب.