1-سرابُ الزُّمرُّدلا شيءَ يُنقِذُ هذا الضبابَ من الماءِ فينا
فَحَيِّ السراب...
هنا خارجَ الوقت، حيثُ الكمانُ وحيدٌ
صَرَعٌ أصابَهُ، فأخطأَ تأويلَنا
حُبٌ... إلى أيِّ موتٍ، يا حبُّ، قد قُدتَنا؟
إنَّ الوداعَ يكونُ أقلَّ انتحاباً، إذا ما اتَّبَعنا النبوءة...َ
خوفٌ أصابَ النوارس

حازم حرب ــ «يوم العلم في غزة» (1970 ـــ 2023)


إثرَ انعكاسِ الخُرافةِ في صخرةٍ عارية
وعلَّ العريَّ يُريها كم أنَّ هذي الضلالةَ
تُشابِه شرحَ الكنايةِ
إذ ما أصابَ خُطانا حنينٌ لهذا الزمان
وعلّ المقاعدَ إذ ما تبادل فيها الحديث
ترانا سوياً بكلِّ الملل
نكتبُ نصاً لننقذَ في النرجسيَّةِ
موتاً جميلَ الأمل...

كان لنا أن نقودَ اليمام
لبعضِ الرؤى
ولكنَّ خوفاً كهذا ما قاد فينا
إلا كثيراً من الأسئلة
فدعنا نَدُلُّ الكنايةَ قنديلَنا للخِتام
فكُلُّ المجازِ ابتذال...

في الصمتِ
يصرعُ لحنُ الكمانِ لحناً أجادَه
لا الخوفُ قادَ السبيل
ولا مجدُ مهدٍ أصابَه
ولكنَّه هَجْسُ الزُمُرُّدِ
قد لا يرانا حين نَصُبُّ الفراغَ
لملئِ الفراغ...
وقد يحمِلُ الحبُّ فينا
أغانٍ كثيرة
كي لا نضلَّ الطريق...

إذا ما الرجوعُ أقرَّ على غفلةٍ أن يعود
فدَعْنا بكلِّ الولاء
نقودُ الزُمُرُّدَ نحوَ الممات
فإنَّ البدايةَ لم تنتهِ
لأن البدايةَ زادُ البدايةِ...
تموزُ يا موتَنا
أعَدْتَ التفاصيلَ فينا
إنَّ الصهيلَ يقودُ الجنودَ لأجلِ القَناعَةِ
زنْدَ استعارة
فما ذنبُ حُلمٍ في ظِلِّ ناي؟

إنَّ الخرافَ لا تهوى إلا الظِّلال
كان لنا أن نكونَ قُساةً
لولا حصارُ السَّحاب
وما كان فينا القليلُ لنغفر...
يا حبُّ اغفرْ لنا
كان الوحيدُ هناك يراودُ حسَّ السنابل
يميناً يساراً
كما تحملُ الريحُ أصواتَنا في الخناجر
مساءٌ مضيء
يقولُ الحنين: مساءٌ مضيء
وتلكَ مقاعدُ قهوتِنا
كُوبانِ سُلَّمٌ لروحِ السماء
حيثُ تَحُطُّ الأيائل
لا وقتَ أكثر،
لنعرفَ كيفَ الصباحُ أضلَّ النهار
لا وقتَ أكثر، لنصحبَ هذا الصباح
دليلاً للمجدليّة
كم هو معتمٌ هذا الصباح!

كان لنا أن نَعُدَّ الجنائزَ حُبَّاً
ولكنّ هذا اعتيادٌ.. هذا اعتياد
حب ٌكهذا له أن يكونَ أقلَّ غباءً
لو أنّ حرفاً من الأمِّ فينا
أصابَ التناسيَ أو فجأةً قد أصابَهُ
حرصاً على ما مضى
بعضُ الخرف...
علّ الذي كان ما كان
لكنّ هذا لحنٌ لميلادنا
لحنٌ لأجلِ الزّمرد
فإنّ السرابَ يا حب
إذ ما تناسينا ذاكَ المساء.....
يظلُّ سراباً...

2- صلاةُ الأقحوان
بلادٌ بلا أيِّ نور
بلادي تعيدُ الترتُّلَ في عَتْمةٍ
وانتصابَ الجنودِ على الأقحوان
تعيدُ بلا أيِّ مغزى أصالةَ هذا النهار
ونامَ السّلام...
أيا حكمةً قد أضلَّتْ طريقَ الحذاء
(بينوكيو) أجادَ الحياكةَ
زيتُ النبوءةِ نورٌ على نورنا
وكم ساسَنا في انتظارِ الكعوب
قناديلُنا في كفوفِ الغجر...
وكم قد دنَوْنا من الآن حين استجابَ الأوان
ولو أنَّ حباً أجادَ الغباء
لكان اللحاءُ أقلَّ استجابةً...

بعدَ الحياةِ التقينا
بعد الحياةِ نُعِيدُ اللقاء
وما كُنتَ يوماً لِحاءً
ولا كنتَ غصناً أَضَلَّ الممات
على حضنِ هذه الحبيبةِ
وهذي الحبيبةُ ليست أنا...
لو أنَّ بعدَ الحياةِ نعيدُ الصياغةَ
لكنتُ الترابَ وكنتَ الحجرْ...

بلادٌ بلا أيِّ نور
كانتْ حياتُنا وَشْكَ انتصار
ولكنَّ نرداً أخلَّ التراقُصَ
وماتتْ مُلوكٌ وعاشتْ قبائلُ
وعاشتْ ملوكٌ وماتَتْ قبائلُ
أيا قمةً في المآذن
رِيَّاً أقيمي الصلاةَ
فإنَّ النبوءةَ في العارياتِ ترانيمُ معراجِنا في الأغاني
وإنَّ القداسةَ قدَّتْ على طرفِ نِيلِ عيونِ النبيّ...
وثوبُ الخلافةِ مرُّ الخلاص
فلا ترسمِ القدَّ سجداً
فلا الآن بعدَ الأوان
ولا الآنَ قبل الأوان!
وإن قادَكَ الخوفُ يوماً إلى أغنيةٍ
فغَنِّ نشيدَ البلاد

مزاميرُنا للعنادل
طريقٌ لأجلِ الظلام
وإنَّ التظلُلَّ في العابراتِ قد يكون
أقلَّ الخطايا اكتراثاً بنارِ القيامة
وأكثرَ من ذنبِ قطتنا حين ماتت
على مِغزلٍ من حديد
كان لها أن تكونَ أقلَّ انتباهاً
ولكنَّ حُبّاً أنارَ المدينةَ

يقول المصاحب للقهوة:
- جميلٌ سَحَابُكِ.
قال لفنجانِ سيدةٍ عابرة
فترمِقُ فينا أغاريد زهرٍ حديثِ الولادة
تموتُ الزهور
وتبقى العصافيرُ في كلِّ عطرٍ كناية
وأمضي بكوبٍ وحيدَيْن حدَّ البدايةِ
بلادٌ... بلادي بلا أيِّ نور
بلادٌ بكلِّ الحضور
بلادٌ تموت بلادٌ تموت...

* شاعرة من غزة