لا ينقص المواطن السوري المنكوب بألف مصيبة ومصيبة، إلا بلدوزرات «الهيئة العامة لقطاع الاتصالات»، التي بدأت معركة ميدانية شرسة بحجب المواقع الإباحية في سوريا، والطلب من جميع مزودات خدمة الانترنت تنفيذ هذه المهمة. كانت حصيلة المعركة حجب نحو 160 موقعاً إباحياً، الأمر الذي واجهه بعضهم باحتجاجات شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين هذا القرار هزيمة مدوّية لآلاف الشباب السوري الذين كانوا غارقين في عسل اللذة المستعارة، قبل تنفيذ هذا القرار المجحف بحقهم. ذريعة القرار هي «دوافع أخلاقية» في المقام الاول، كأن كل ما يحدث في البلاد من لصوصية وتحرّش وتشرّد وانتهاكات علنية يقع في باب الفضيلة لهذا المجتمع الأفلاطوني. قوة الاحتجاجات وحالة السخط تشيران إلى حجم الخسارة من حجب مثل هذه المواقع بالنسبة لهذه الشريحة التي استيقظت على كابوسٍ مزعج يقع في خانة الخبر العاجل، ليتفوق غضبهم على ما يحدثه خبر عن رفع أسعار المحروقات، أو ضآلة الأجور الشهرية، أو أزمة السكن. من جهةٍ أخرى، ستخسر سوريا تصنيفها المتقدم في مجال زيارة المواقع الإباحية العالمية، فهي تحتل الموقع 20 بين دول العالم الأكثر زيارة لهذه المواقع النفيسة، وفق تصنيف موقع «أليكسا» المتخصص في تصنيف المواقع عالمياً.