في آخر فصول القمع وتقييد حرية التعبير، طرد الشاب شربل خوري اليوم من عمله في شركة «لبنان ناشرون» للمطبوعات والنشر، بعدما أجبر من قبل «مكتب الجرائم المعلوماتية»، على إقفال حسابه في موقع فايسبوك، لمدة شهر، بعد التحقيق معه لأكثر من 7 ساعات متواصلة، على خلفية منشور سابق له، يسخر فيه من عجيبة للقديس شربل. الشاب الذي بات لا يملك أي منبر للتعبير، تناقل النشطاء على المنصات الإجتماعية، إعلان فصله من عمله، فأوصلوا بالتالي صرخته، التي منع حتى من إيصالها. ومن حساب شقيقه، كتب: «أنا شربل، هلق شحطوني من شغلي بكسروان بسبب البوست الشهير، شحطوني وتركوا الي اعتدى عليي بالشغل، شحطوني لإني غير عنن، مش متلن. سلمولي على دين المحبة والتسامح، وأكيد ما عاش الّي بهددني بلقمة عيشي بمقابل التخلي عن أفكاري».

وبعنوان «رفضاً لصرف شربل خوري من عمله، لنساعده على إيجاد عمل جديد»، وقّع عشرات المتضامنين والناشطين عريضة تدين صرف خوري من عمله «بسبب منشور على فيسبوك»، إذ «يمثّل طرد خوري من عمله، ظلماً وتعسّفاً غير مقبولين، ويعدّ انتهاكاً لحقّ مواطن لبنانيّ بالعمل، وبكسب لقمة عيشه، من دون التعرّض للتمييز والتنمّر والإيذاء بسبب قناعاته الشخصيّة»، بحسب ما يقرأ نص العريضة.

وكان خوري قد تعرّض أيضاً للضرب من قبل زميل له في العمل، ولم يُتخذ بحق الأخير أي إجراء عملي، سوى توجيه إنذار له، على خلفية منشور خوري السابق أيضاً. واليوم، يفصل نهائياً من عمله بشكل تعسفي، والذي أمضى فيه ثلاث سنوات كفريسلانسر. وفي حديث مع موقع «الجديد أونلاين»، أكّد خوري أنه لن يعتذر عمّا قاله، ولن «يساوم على أفكاره مقابل لقمة عيشه». هكذا، يمكن بسهولة فائقة، تحويل قضية شربل خوري الذي عرف بلغته التهكمية، إلى أنموذج فاقع، لكل أشكال التضييق وكمّ الأفواه في دولة بوليسية، وأيضاً ضمن مؤسسات تخضع للمزاج العام، ولباقي السلطات الحاكمة في لبنان.