حرائق اليومين الماضيين، تطلبت فتح الهواء لساعات من قبل القنوات المحلية، واستنفار كوادر المراسلين الذين اختبروا ربما للمرة الأولى التواجد في مناطق صعبة، تشتعل من حولهم الحرائق، ويتحملون تداعياته حتى على حساب مظهرهم . لكن اللافت في هذا المكان، بعد الإشادة طبعاً بالدور الذي أداه المراسلون الميدانيون، ميل بعضهم الى الإستعراض، والمبالغة في نقل الرسائل والمعلومات. يمكن هنا، أن نأخذ مثالاً، مراسلة «الجديد» أمس، رواند أبو خزام التي بقيت مساء أمس لفترات نسبياً طويلة متعمدة بقاءها تحت المطر، واكمال رسالتها على هذه الشاكلة، علماً أنها بكل سهولة تستطيع الإدلاء بهذه الرسالة تحت مظلة كما فعل زميلها حسان الرفاعي. المثال الثاني جويس عقيقي من mtv، المعروفة بالمبالغات. لدى مواكبتها عملية إطفاء مبنى arc en ciel صباح أمس، تعمدت الدخول الى المبنى رغم الخطورة العالية، ثم تراجعت بعد إنذار الدفاع المدني. وعند الإعياء الذي أصاب احد العناصر، راحت عقيقي تلتصق به وتستصرحه على الهواء وتسأله عن عمله وشعوره رغم حالته الصحية الصعبة. وفي نشرة المساء أمس، تعمدت عقيقي وضع يدها بقوة على حائط أكلته النيران، ضمن عقار متفحم للقول للمشاهدين بأن الحرارة مرتفعة هناك! قد لا يكون الحديث عن ارتفاع الحرارة وتسببها بالحرائق يحتاج الى هذه الحركة كوننا بالفعل أمام مشهد لا يحتاج الى الوصف. وفي التقرير عينه، ولدى استصراحها لصاحب كراج سيارات فقدان رزقه جراء الحرائق، لم يستطع الرجل إستكمال كلامه بسبب تأثره لما حصل معه، ففضل أن يبتعد عن الكاميرا. هنا، توجهت مراسلة المحطة اليه بالقول بأنها تحترم ما فعله، لكن عدنا بعد ثوان وشاهدناها تلتحق به وتستصرحه مجدداً.