فيليب أسمر لا يغادر ملعبه!

  • 0
  • ض
  • ض
فيليب أسمر لا يغادر ملعبه!
الممثل السوري محمد الأحمد في مشهد من العمل الرمضاني

قبل عامين، تعرّض المخرج فيليب أسمر، للنقد بسبب طريقة تنفيذه مشهد الزفاف الفخم الذي أقيم وقتها في مسلسل «خمسة ونص» (تأليف إيمان السعيد) بين البطلين نادين نجيم وقصي خولي. وقتها، أفرد أسمر، مساحةً واسعةً لهذه الحفلة، التي حاكى فيها طرق تنفيذ الكليب الغنائي، في طريقة التصوير، وتركيزه على اللوحات الراقصة التي رافقتها وأيضاً على تفاصيل الديكور الفاحش. وقتها طُرح السؤال حول تغليب المشاهد المصوّرة الموسيقية على القالب الدرامي، وما إذا كان هذا الأمر سيضرّ بأصول اللغة الدرامية. نصل اليوم، الى مسلسل «للموت» (كتابة: نادين جابر)، الذي يتولى فيليب أسمر إخراجه أيضاً. ومع وصول حلقاته الى ثلاث في السباق الرمضاني، خرجت إشادات واسعة بطريقة اخراجه للعمل الدرامي الذي يجمع ما بين الرومانسية والتشويق، ويقع ضمن الإنتاجات العربية المشتركة. ومع أن الحبكة الأساسية للمسلسل لم تتبد بعد، وعلى الرغم من التطويل في الأحداث، وطغيان عنصر الغموض على القصة، فإن أسمر، وعبر كادراته المختلفة، استطاع نقل المشاهد الى عوالم المسلسل، واظهار تقنيات مختلفة في التصوير، بما أن الأماكن الظاهرة فيه تعبّر عن تناقض واضح بين عالم الفقر المدقع وبين عالم الرفاه. هكذا تنتقل بنا كاميرا أسمر، الى فيلا ضخمة حولها تتناثر مشاهد الثلوج، وتذهب بنا بعدها الى أحياء معدمة فقيرة، تتحدث عن القلة، وعن انهيار الليرة، والتكافل الإجتماعي. في المسلسل أيضاً انتقال الى الأراضي التركية، مع سفر بطله محمد الأحمد، ليلتقي هناك بماغي بو غصن وتنشأ بينهما علاقة عاطفية، ومع هذا الإنتقال، لا يكتفي أسمر، حتى ضمن الأماكن المغلقة كالفندق مثلاً، بأن ينقل صورة ضيقة من هناك، بل حرص على أن تنقل لنا الغرف وعبر واجهاتها الزجاجية الضخمة، أجواء أسطنبول، وثلوجها. وعلى ما يبدو،فإنّ أسمر الذي يبرع في هذا الملعب، ما زال يضع في اولوياته جماليات الأمكنة وتفاصيلها، ليضيف من خلال هذه التقنية لمسة سحرية خاصة الى الحبكة الدرامية.

0 تعليق

التعليقات