ليس سهلاً ما مرّت به otv، التي حوربت وطرد مراسلوها مراراً من ساحات التظاهرات عام 2019، وتعرضوا لوابل من المضايقات والشتائم. وكذلك وضعت المقصلة على رأس تيارها السياسي في ذاك الوقت، وحمّل وحده نتيجة الإنهيار المالي الذي زرعت بذوره في تلك الآونة. ما زال التيار البرتقالي ومعه القناة التلفزيونية، يحاولان نفض تداعيات تظاهرات «17 تشرين» عنهما، وما خلّفته من اهتزاز واضح في الصورة، سيما في الوقت الحالي قبل موعد الإستحقاق الإنتخابي. إذ بدا واضحاً، في الفترة الماضية، دأب القناة على حث المتابع في مقدمات نشراتها الإخبارية، على التمييز ما بين من تسبب في هذا الإنهيار الإقتصادي وإفقار الناس، وبين من دعا الى المحاسبة والمصارحة. في هذا الإطار دشنت otv، بدعة جديدة، على غرار ما فعلته mtv، منذ أشهر باختتام مقدمة اخبارها بعبارة :«يا لبنانيي أوعا ترجعو تنتخبوهن هني ذاتهم». هكذا، باللجوء الى استخدام اللغة العامية بعد الفصحى في الإستهلالية، دست القناة مجموعة فقرات تُقرأ باللهجة الدارجة، وتتوجه الى المشاهد/الناخب. فقد أوردت القناة أمس، في مقدمة نشرة أخبارها عبارات «تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019»، ودعت الى الإنتباه الى من «أقر وطبق واستفاد من السياسات الاقتصادية والمالية يللي عم ندفع ثمنها اليوم»، ومن «من حذر بالمقابل من تداعياتها من عشرات السنوات، بمواقف موثقة بالصوت والصورة». وختمت الإستهلالية: «لما تفكروا بالانتخابات، حررّوا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية». لا شك في أن هذه البدعة القادمة حديثاً الى أدبيات نشرات الأخبار، تتغلغل سريعاً في الخطاب السياسي الإنتخابي، وتحاول الإقتراب الى المشاهد/ الناخب بلهجته المحلية، في سبيل إستمالته إنتخابياً وسياسياً.