ضُربت القنوات التلفزيونية بالعمق في تزامن البرمجة الرمضانية مع اقتراب الإستحقاق الإنتخابي. الموسم الرمضاني الذي ينتظره اللبنانيون على الشاشة، ومعه القنوات التلفزيونية سنوياً، يحلّ على لبنان هذا العام تائهاً، لأنه خرّب الأجواء الإنتخابية التي تمر كل أربع سنوات على البلاد وتستثمر الشاشات فيها مالياً قدر الإمكان. ومع بدء شهر الصوم، بدأت تتبدى هذه المشهدية التي يبدو أنها سعت لخلط الأجواء الرمضانية بالإنتخابية حتى ضمن برامج الترفيه. مع إقفال باب الترشيحات وتشكيل اللوائح، واقتراب الموعد الإنتخابي، استمرت البرامج الحوارية السياسية، التي عادة ما تأخذ استراحة في هذا الشهر، شحذاً لمزيد من الترويج للمرشحين، ومعها البرامج الإنتخابية الخاصة بهذا الموسم، وتزامنت مع انتشار ظاهرة البرامج الرمضانية الترفيهية وادخال عنصري السياسة والإنتخابات فيها. هكذا، طغت الأجواء الرمضانية وفوانيسها ومساحاتها الترفيهية، على بعض البرامج المستجدة على بعض القنوات، وكان لافتاً فيها استضافة مرشحين للإنتخابات، منهم من اضطر الى الإنكفاء عن عمله التلفزيوني تجنباً لأي تضارب قد يحصل بين الترشيح والترويج الشخصي الإنتخابي. فقد أطلقت mtv أخيراً، برنامج «بصفتك مين؟»، وأوكلته الى مراسلتها جويس عقيقي. استضافت الحلقة الأولى القواتي والمرشح أيضاً عن المقعد الماروني في بعبدا بيار أبو عاصي. كان المشاهدون على موعد مع مساحة ترفيهية ولعبة تلفزيونية، الى أن اضحينا ضمن حلقة تفخم بالضيف وتفسح في المجال له لأن يقدم برنامجه الإنتخابي. فقد قدمت عقيقي ضيفها، على أنه «القواتي» الذي «عاش 10 سنوات على الدبابة»، وبأنه «المقاتل من الطراز الأول»، و«مدلل سمير جعجع»، واستخدمت شعار «القوات»: «حيث لا يجرؤ الآخرون». الفقرة الأولى من البرنامج خصصت مساحة شخصية ظهر فيها أبو عاصي، منخرطاً في الحرب الأهلية ضمن «دفاعه عن وطنه»، و«عمله العسكري المقاوم»، مشيداً بجعجع و«نضالاته»، وأيضاً متوجهاً نحو الناخب لإقناعه بالإقتراع له. وعلى «الجديد» التي دشنت أمس برنامج «فتنا بالحيط»، الترفيهي الكوميدي (يتولى تقديمه كل من فادي شربل وتاتيانا مرعب)، أطلّت ماغي عون في الحلقة المرشحة عن دائرة البقاع-راشيا. عون التي انكفأت عن الظهور على «الجديد» في البرنامج الصباحي، تماشياً مع شروط قانون الإنتخابات، فصّلت لها مساحة على القناة عينها، تحدثت فيها عن نزعتها الإنسانية في البرامج، وعن موقفها «النضالي» رغم خسارتها الإنتخابات قبل أربعة اعوام. كذلك كان لافتاً، توجهها الى أبناء بلدتها، بخطاب إنتخابي، تعمد البرنامج إضفاءه بقليل من الموسيقى وخفوت في الإضاءة. هكذا، تمرر القنوات مساحاتها الدعائية للمرشحين، قافزة على برامجها السياسية الحوارية الخاصة، ومخربة في الوقت عينه الأجواء الرمضانية التي باتت فريسة الإنتخابات ووجوهها.