بعد مرور أكثر من شهر على إستشهاد المصوّر في قناة «الجزيرة» سامر أبو دقة بعد إستهداف العدو الاسرائيلي له وزميله وائل الدحدوح خلال تواجدهما في خانيونس، كشفت منظمة «انترسبت» (The Intercept) الاميركية في تقرير لها، أن العدو تعمّد منع وصول الاسعاف لإنقاذ سامر أبو دقة. ولفت التقرير الصادر عن المنظمة الاميركية التي تعمل فيها مجموعة من المراسلين حول العالم، إلى أن العدو ترك أبو دقة ينزف 5 ساعات حتى إستشهاده. ولفت إلى أن العديد من الاتصالات أجريت مع اسرائيل للسماح لطواقم الاسعاف بالوصول الى أبو دقة، ولكنها رفضت كلياً. وذكر التقرير أن مجموعة من الصحافيين تواصلوا مع السلطات الاسرائيلية وتمكّنوا من تحديد موقع أبو دقة، وكان الجيش الاسرائيلي على علم بوجود أبو دقة الذي كان عاجزاً عن الحركة بسبب إصابته. ونقل التقرير عن محادثات لصحافيين أن المنظّمات الانسانية والصحافية ضغطت لساعات على اسرائيل لتسهيل عملية إخلاء المصوّر ولكن من دون جدوى. وأكد التقرير أن الضربة الاسرائيلية كانت تستهدف صحافيّي «الجزيرة». في هذا السياق، قال مدير قناة «الجزيرة» في غزة وائل الدحدوح لـ «انترسبت» «لقد فقدت التوازن لدرجة أنني فقدت الوعي بشكل طفيف حتى استعدت قوتي. حاولت النهوض بأي شكل من الأشكال لأنني كنت متأكّداً بأن صاروخاً آخر سيستهدفنا من تجربتنا، هذا ما يحدث عادة». وأشار التقرير إلى أن الدحدوح كان ينزف في ذراعه التي أصيب بها، وفقد جزءاً من سمعه إثر صوت الانفجار، ورأى عمال الدفاع المدني الثلاثة الذين إستشهدوا خلال قيامهم بمحاولة سحب جثة سامر.
وأضاف الدحدوح «لقد رأيت سامر يحاول النهوض وبدا كأنه يصرخ. إعتقدت أنني أستطيع أن أقدّم له شيئاً، لكني لم أستطع. قررت استغلال ما تبقى من بصيص أمل، وهو محاولة التوجه نحو سيارة الإسعاف. لم يكن في المكان غيري أنا وسامر. لا مجال للخطأ في الاستهداف».
وشدّد الدحدوح على أن محاسبة القاتل هي أقلّ ما يمكن فعله كي لا يفلت من العقاب، ويضع حداً لإستمرار إستهداف الصحافيين منذ إندلاع عملية «طوفان الاقصى».
من جانبه، قال مدير مكتب «الجزيرة» في فلسطين وليد العمري لموقع «انترسبت» أنه إتصل أولاً باللجنة الدولية للصليب الأحمر، وطلب منها الاتصال بالجيش الاسرائيلي لتسهيل جهود نقل المصوّر.