بيار الخورييقول المناضل السنديدي توماس برخية: «يجب أن تكون الثورة بلا حدود». معنى الثورة يُعطى ليس فقط للثورات المسلَّحة بهدف تغيير الأنظمة أو القادة، بل يُعطى أيضاً للمواقف أو القرارات التاريخية التي يتّخذها البعض في شتى المجالات، والتي تُحدث خرقاً في حائط روتيني لا تزعزعه إلا الأحلام البريئة فتصبح ثورة حقيقية. في يوميّاتنا اللبنانية، الثورات ضيّقة ومصطنعة لا تخرق إلا جدران طوائفها دون أن تبحث عمّا هو أبعد من مصالحها. الثورة تفقد معناها الحقيقي عندما ترتطم بالمصالح. فبعد ما سُمّي «ثورة الأرز» التي ملأت الساحات بمئات الآلاف، هذه الثورة المصنوعة بفعل تضارب المصالح الخارجية مع الداخلية منها، وصلت إلى الحائط المسدود. تخلّلها بروز أحجام واستراتيجيات وتحالفات آنيّة وظرفية، ما أدّى إلى هبوط الثورة وصولاً إلى الثروة، بما فيها من استئثار بالسلطة وفصل القيم الإنسانية عن فكر وعقل المواطن لتأمين شرعية عنصرية طائفية قريبة لنظام الفصل العنصري الذي كان سائداً في أفريقيا الجنوبية apartheid، بحيث بتنا نشهد انحيازاً عنصرياً بعيداً عن المواطنية مسبّباً الموت السريري لوطن لطخه الفراغ. فيا أيّتها المصالح ألم تبتدعي الثورة لتحقيق الثروة لتنتهي إلى ركام الموت؟.