مقوّمات اللّادولة
لسنا بحاجة إلى تقارير الخبراء ومراجعة الدراسات، أو إلى الاستعانة بالمراجع لإعداد «دليل» يقودنا إلى معرفة مقومات اللادولة.
النظر الى الواقع اللبناني يغنينا عن مشقّة البحث.نوجز بعض ملامح اللادولة اللبنانية:
انقسام الأجهزة الأمنية والمخابراتية الداخلية بين تابع لهذا الفريق أو ذاك، والسماح بوجود أجهزة استخبارية أجنبية تسيّر وطننا وتتحكم بقواعد اللعبة فيه، فيضيع الشعب في صخب السجالات «المفبركة».
عقيدة انهزامية تقوم على معادلة بالية وهي «أن في الضعف قوة»، وتصديق كذبة أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لا سياستنا الدفاعية، يردّان عنّا الدّمار وأطماع العدو الإسرائيلي.
زعماء يعتبرون الوطن ملكاً، أو مملكة يتوارثونها أباً عن جد، وحكام بلا رؤية وبلا برامج سياسية، يغيّرون مواقفهم ومواقعهم في كل حقبة.
مجلس دستوري وقانون انتخابي مفصّل على مقاسات شخصيات تطمح الى الأزلية في الحكم، ونكون شعباً يشترى عند كل دورة انتخابية دون أن يعي أنه سيكون في أسواق البيع لاحقاً.
تسخير كل مصادر الدولة طبقاً للمصلحة الفئوية أو الطائفية أو الانتخابية أو الشخصية، والتعامي عن رؤية تنامي ثروات الحكام الطارئة، ولا نجرؤ على سؤالهم من أين لكم هذا؟
في اللادولة، غالباً ما يكون الشعب فريسة، تتناتشها الغرائز، وتستولي عليها الأحقاد، وهي الفوائد التي تتحول الى أرصدة للزعامات والطوائف، يجري صرفها لتعزيز النفوذ، وبالتالي إبعاد الدولة فكرة وثقافة، وإحلال ما لا يتعارض والمصالح المزمنة، لرجالات المال والسلطة.
محمد إ. صفا - أستاذ جامعي

مساواة مدهشة

ثمة ما يبعث على الدهشة، ويثير الريبة. كيف للبعض أن يساوي بين أناس يصنعون النصر والكرامة، ويضحّون بأنفسهم، من أجل الوطن وكرامته، وبين أناس يتعاملون مع العدو الذي قتل ودمر البلد، وفوق ذلك يعتبرون أنفسهم خشبة الخلاص، وأصحاب الدولة.
هل المقاومة التي يركزون عليها سهام الحقد والتبعية، هي من كوكب آخر، ليصبّوا عليها حمم الاتهامات الرخيصة، كيف لمن وقف متفرجاً، أو مصفّقاً للعدو أن يتنطّح اليوم محاولاً النيل من المقاومين. الحمد لله أن المقاومة انتصرت، وما كان للنصر أن يكون تاماً لولا الدعم والصمود الشعبي الكبير، الذي جعل مقاتليها وقادتها يقوون على الهجمة، التي اشترك فيها بعض أهل الداخل.
ونقول لمن يرفع الصوت اليوم مطالباً المقاومة بنزع سلاحها، إن ما عجزت عنه الآلة العسكرية الإسرائيلية، والدعم الغربي اللامحدود، لا يمكن لبعض الصغار أن ينجحوا فيه.
سامي ابراهيم بيضون

من ايهود أولمرت

أود أن أشكر القيادات اللبنانية الرسمية على اختلاف انتماءاتها السياسية والدينية، على إتاحة الفرصة لحكومتي كي تبرهن للرأي العام الإسرائيلي صحة وصواب قيامنا بالأعمال العسكرية في لبنان، ذلك أن الرأي العام عندنا كان قد بدأ يشكك في جدوى قراراتنا، فاذا بالسجالات السياسية العنيفة الدائرة رحاها عندكم في لبنان، بما فيها تبادل أقذع الشتائم والاتهامات والتخوين والتهديد المتبادل، تؤكد أننا استطعنا النيل من وحدة الموقف الشعبي اللبناني، وهذا بحد ذاته يعدّ إنجازاً هاماً من إنجازات الحرب، وسيتحول على المدى القريب إنجازاً باهراً إذا استمرت الحال على ما هي عليه في لبنان، بحيث نأمل أن ينتقل الخلاف من المنابر الى الشارع والمتاريس، وأن يتحول الصدام الكلامي الى منازلة بالقبضات والسلاح والمتفجرات، وأن ينسحب كل فريق الى منطقته وينغلق فيها، وهكذا نكون قد أنجزنا مهمتنا الأساسية بواسطة الآخرين، إنما هذه المرة بدون أي خسائر
شكراً لكم أيها الأصدقاء، لقد كنتم عند حسن ظننا بكم، والى حرب جديدة.
عبد الفتاح خطاب