أبطال السيادة
أطلّ علينا أمس الأول ثلاثة من فرسان 14 آذار (حذار من اللبس اللـفظيّ لئلا يغضب نائب السيادة سمير فرنجيـّة) لينزعوا عمـّا تبقـّى من شرف الوطن صفة اللـبنانيـّة والمواطنيّة. لم يتورّعوا عن تصنيف المقاومة الشريفة الباسلة بالعمل لحساب الخارج، ونعت دفاعها عن لبنان بحرب الآخرين. وفي المقابل، لم يزعج جهابذة السيادة هؤلاء، فرض العدوّ حصاراً مذلاً على اللبنانيـين من البرّ والبحر والجوّ، يطالهم في كراماتهم، ومرافق حياتهم من كهرباء وماء ومحروقات... ما علاقة ذلك بالسيادة؟ ما علاقة أن تفتـش طائراتنا استخبارات الموساد الإسرائيلي، ويُخضَع مواطنونا للتـّدقيق المهين وربّما يُعرََّضون لخطر الاختطاف على أيدي العدوّ إذا لزم الأمر؟ ما علاقة ذلك كلـّه بالسيادة الوطنيّة؟ لذا هم لم يجدوا في ذلك ما يستحقّ الإثارة أو الإدانة أو الغضب. لم ينبسوا ببنت شفة عن كلّ تلك الانتهاكات الصارخة! المهمّ التخلـّّص من المقاومة «غير اللبنانيـّة»، وهي الوحيدة التي دافعت عن السيادة الحقيقيـّة. كان الجنرال ميشال عون محقّــاً في توجيه سؤاله لهم: «هل إنّ السيادة فقط على سوريا؟».
أما «اليساري» الياس عطا الله، فقد هدّد المقاومة بالعزل إن لم يدخلوا شركاء على أساس الطائف؛ وكأنـّهم يطبـّقون الطائف! بالمناسبة، هل جرت العادة أن يشارك يساريّون في اجتماعات ومباحثات وموائدَ رسمية أو غير رسميّة مع مسؤولين أميركيـّين؟! كم «تبهدل» مفهوم اليسار!! كفى اتـّهام الناس زوراً. لن يطول الزمن فينكشف زيف ادّعاءاتكم، و تنفضح نياتكم المشبوهة، و تنجلي معاييركم المزدوجة، ويظهر ارتهانكم الحقيقيّ. يا أبطال السيادة!
د. ربيع سلطان

كفكفي دموعهم يا غولدا

في أعقاب الحرب الأخيرة على لبنان، خرجت تظاهرة في اسرائيل، متوجهة الى حيث قبر رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة غولدا مائير التي اختتمت حياتها السياسية عقب حرب 1973 بالاستقالة.
أعادت التظاهرة هذه، تذكير الرأي العام الإسرائيلي بملابسات تلك الاستقالة، ودعت أولمرت للوقوف على عبرها، وقد تزامنت تلك التظاهرة مع استطلاعات الرأي التي خلصت الى اعتبار الحرب الأخيرة هزيمة مدوّية، والتي يجيء وقوعها مذيّلاً بفضائح كبار القادة الاسرائيليين بتهم التحرش الجنسي والاستغلال المالي والتقصير العسكري.
رئيسة الوزراء الاسرائيلية السابقة احتضنت في قبرها القائم على سفح جبل هرتزل، مواطنيها الذين يعيشون مشاعر الخوف والغضب، ومن هناك رأوا أن تحركهم ينطوي على رسالة واضحة، هدفت الى مخاطبة رئيس الوزراء ايهود اولمرت، بالقول عبر لافتة زرعت الى جانب القبر كتب عليها: اولمرت ارحل، في إشارة إلى خيبة الجمهور الإسرائيلي من الإخفاق العسكري والسياسي الذي تسبّبت به قياداته، لعلّ الفكرة التي تعبّر عنها اللافتة كما التظاهرة هي ميل هذا الجمهور الأكيد نحو التطرف الدائم، والسعي الى استبعاد الخاسر والإتيان بآخر مقامر. وما علينا نحن العرب إلا انتظار زعيم العصابة المقبل.
مريم مرتضى

وتشبّهوا...

دانمركي من حزب لائحة الوحدة، يتقدم بدعوى ضد وزيرة الخارجية الاسرائيلية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في لبنان، ويرفض تناول الغداء معها، مطالباً بلاده بعدم استقبال مجرمي الحرب.
هوغو تشافير، يبادر فور بدء العدوان على لبنان الى سحب سفير بلاده من اسرائيل.
النائب البريطاني جورج غالاواي، يتهم رئيس وزراء بلاده بأنه ذيل لبوش، وشريك له في جرائم في العراق ولبنان، ويتحضّر لملاحقته قضائياً.
وعلى المقلب الآخر، رئيس الدولة العربية الأكبر، يفتح صدره وذراعيه لأيهود أولمرت، الذي تباهى أمام كوفي، بأنه حاكم مطار بيروت.
ونظام عربي آخر، حريص على علاقات الأخوة مع إسرائيل، يستقبل رسمييها كل يوم بلا رسميات، وتعجّ بلاده بوفودها السياحية، وفوق ذلك يضع مطار عاصمته في خدمة «الموساد» يفتش الخارجين، والداخلين من وإلى لبنان. وخليج... حماه الله، وأساطيل أميركا، يتوجّع، ولا حيلة في اليد، سوى الاستعداد لأن يغمرنا بالصدقات يداوي بها جراحنا.وتشبّهوا يا عرب... ألا ترون أننا بحاجة الى تشافيز عربي يتماهى في دفاعه عن الكرامة... مع مواقف تشافيز الفنزويلي الذي منح الكرامة المعنى الذي فات حكام العرب؟
المحامي أحمد سويد
(نائب سابق)