ليس في الإسلام كهنوت ولا طبقة من رجال الدين ولا رهبان. يقول فيليب حتّي عن حق إنّ ليس هناك من دور يقوم به رجل الدين الإسلامي لا يستطيع المسلم العادي (أو المُسلمة) أن يقوم به. ليس هناك من اختصاص ديني في الإسلام: والأسطى محمد مرسي رئيس للجمهوريّة ومهندس وواعظ ومرشد أخلاقي وديني، على سبيل المثال. إن منصب رجل الدين بدعة من بدع السلطات السياسيّة التي حكمت باسم الإسلام. والخلفاء الأمويّون والعبّاسيّون ومن تلاهم، عرفوا كيف يستفيدون من تلك الفئة من الناس. يروي ابن جبير في رحلته كيف كانوا في الإسكندريّة موظفين عند السلطان ومرتبطين بمساجده (بين 8000 و12000 آنذاك، يتلقّون نحو خمسة دنانير مصريّة أو أكثر في الشهر. مهمتهم تسويغ السياسات وإلباسها ثوباً دينيّاً يليق به. الأمر يختلف في تاريخ الشيعة الإثني عشريّة خصوصاً بعد حسم الصراع بين المدرسة الإخباريّة والمدرسة الأصوليّة في إيران في القرن الثامن عشر لأنّ قطع صلة الوصل مع الإمام الغائب أقنع العامّة أو النخبة بضرورة إيجاد رابط بين فكر الغائب والعامّة).

لكن الحرب الوحشيّة على غزّة تفيد في تقويم دور العلماء (كبارهم وصغارهم) والفقهاء، أو مَن يسمّون أنفسهم «علماء الأمّة». مرّت الحرب الوحشيّة على غزة وسقطت آلاف الصواريخ والقنابل على القطاع فيما صمت العلماء المدّعو الجلالة. هؤلاء الذين كانوا يصدرون الفتاوى بمعدّل مرّة في الساعة ضد النظام السوري صمتوا فجأة. نضبت محبرة الفتاوى عندهم ونسوا أهل غزة (لماذا يصرّ أتباع «الثورة السوريّة» الصغرى على المقارنة بين وحشيّة العدوّ الإسرائيلي ووحشيّة النظام السوري؟ هل تفيد المقارنة إلا في تصوير العدوّ حملاً وديعاً؟ هل نسي هؤلاء أنّ إجرام العدوّ عمره قرن من الزمن وأنّ العدوّ قتل في أشهر معدودة عام 1982 نحو 20،000 من اللبنانيّين والسوريّين والفلسطينيّين ومعظمهم من المدنيّين؟ ولماذا لا ندّد بوحشيّة النظام السوري دون تجميل سجلّ النظام الإرهابي الصهيوني؟).
يحظى رجال الدين _ كدت أن أقول «نساء الدين» لكن هيهات _ بهالة من التقديس والتبجيل تحميهم من النقد ومن الملاحقة القضائيّة ومن مجرّد السؤال. تحوّلت قضيّة المفتي في لبنان إلى لعبة سياسيّة بين فريقيْن: عندما يرضى فريق الحريري (هل هناك نفحة ليبراليّة في اتباع فريق سياسي بحاله لعائلة؟ والعائلة تتبع بدورها عائلة أخرى حاكمة في مملكة القهر السعوديّة؟) عن المفتي، تغيب قضيّة اتهامه بالفساد وتتبخّر، وعندما يعادي الفريق المُفتي حين لا ينفّذ الأوامر، تعود قضيّة الفساد إلى الظهور. رجال الدين مُنزّهون بعرفهم هم، وبعرف من يحميهم في قصر السلطان حتى لو أتوا موبقات يحرّمونها على العامّة، حتى لو خالفوا الشريعة فيما يدّعون تطبيق الحدود ضد مخالفيها من العامّة. القوانين في بلدان المسلمين تحمي رجال الدين من أي إساءة، وفي لبنان يحتمي رجال الدين من كل الأديان خلف سور من تنظيمات وتقاليد من مخلّفات القرون الوسطى عن سيادة الكهنوت. فرجل الدين هو الوصيّ على الأخلاق العامّة وعلى ما يُسمّى (قمعاً) «الفضيلة». وعلاقة رجال الدين بالدولة (وهي تبعيّة) في الدول الإسلاميّة تجعل من المُفتي ومن باقي رجال الدين جزءاً من مؤسّسة الحكم غير الخاضعة للمساءلة أو المحاسبة أو الحكم الشعبي التمثيلي. وقوانين حظر التعرّض «للرموز الدينيّة» قوانين سارية لا قدرة للعامّة على معارضتها.
ولكن لسيادة رجال الدين في المجتمع (لأن دورهم في الدولة غير سيادي بسبب خنوعهم أمام السلطان) أسباب أخرى. تتحمّل الأحزاب اليساريّة بمجملها مسؤوليّة الانكفاء عن نقد المؤسّسة الدينيّة لأنها هي كانت مؤهّلة لأداء هذا الدور. لم يمرّ العالم العربي بما مرّت به المكسيك أو الثورة الفرنسيّة من تحجيم لسلطة الإكليروس. صحيح أن الأحزاب الشيوعيّة العربيّة تمنّعت بسبب جبن سياسي أو سوء تقدير استراتيجي، عن تشكيل نقد للدين على غرار الأحزاب الشيوعيّة في بلدان أخرى من العالم (مثل الهند وأميركا اللاتينيّة، كذلك إن ولادة ظاهرة «فقه التحرير» في الكنيسة تعود لانتشار فكر اليسار ذاته). لكن الأحزاب اليساريّة العربيّة لم تكتف بعدم إنتاج فكر نظري وسياسي في نقد الدين، بل هي لم تتعرّض بالنقد للمؤسّسة الدينيّة. الحزب الشيوعي اللبناني، مثلاً، عمد إلى التملّق للمؤسّسة الدينيّة: لم يكن جورج حاوي يجد حرجاً في تقبيل الصليب حول عنق المطران والقسّيس في المناسبات الاجتماعيّة وكان ينحني أمام أحبار الكنيسة. وحتى تعرّض الشيوعيّين في لبنان لحملات قمع وقتل واضطهاد على أيدي حركات وتنظيمات إسلاميّة لم يؤدّ إلى إعادة النظر في موقف الحزب من العلمانيّة. تحاشى الشيوعيّون العرب نقد الدين ونقد المؤسّسة الدينيّة، وتحاشوا أيضاً الدفع قدماً بمبادئ العلمانيّة (في النسق اللبناني، ابتعدت الحركة الوطنيّة اللبنانيّة التي أنشأها زعيم طائفي، عن المطالبة بالعلمنة الشاملة واكتفت بالمطالبة بإلغاء الطائفيّة السياسيّة _ أي إن الطائفيّة الاجتماعيّة والاقتصاديّة والدينيّة مقبولة لديها، لكن ماذا تقول في حركة وطنيّة بقيادة وليد جنبلاط، الذي ورثها عن أبيه؟) وهذا الإهمال لنقد الفكر الديني أسهم في الصعود التدريجي عبر السنوات للحركات الدينيّة والطائفيّة.
إن الحرب على غزّة فضحت موقف العلماء والشيوخ. هؤلاء الذين لم يتوقّفوا على مرّ السنين عن إصدار فتاوى قشريّة في شتّى المواضيع خصوصاً تلك المواضيع الشاذّة (مثل إرضاع الراشد واعتبار المرأة وكل ما فيها عورة وعن الحيض والشطرنج)، نضبت قريحتهم فجأة في الفتاوى. هؤلاء الذين أفتوا مرّات باليوم في جواز ضخ الكراهية ضد الشيعة والنصيريّين توقّفوا أثناء حرب غزة عن إصدار الفتاوى. ماذا حلّ بمواهبهم في إطلاق الفتاوى؟ وهؤلاء الذين تمرّسوا في مضارب آل سعود وآل نهيان وآل ثاني في ضخ كراهية ضد اليهود كيهود والذين خطبوا في المساجد ضد «أحفاد القردة والخنازير» ما عادوا يجدون سبباً لإصدار فتوى واحدة عن حرب العدوّ ضد غزة، فيما أرغى يوسف القرضاوي وأزبد على «الجزيرة» دفاعاً عن تسلّط حكم الإخوان في مصر. على العكس من ذلك. باتت الفتاوى خير معين لسياسات التحالف مع العدوّ الإسرائيلي التي تتبعها أنظمة النفط والغاز. مفتي السعوديّة (يُحبّذ آل سعود تعيين مفتٍ ضرير لأن عدداً من المذاهب الإسلاميّة يرى عدم جواز تولّي الضرير للخلافة أو الإمامة) أفتى بعدم الخروج عن طاعة آل سعود في كل مفصل ومنعطف. وأفتى بعدم جواز الانخراط في أي نشاط جهادي ما لم يحظ بمباركة الزهّاد من آل سعود، وأفتى أيضاً بعدم جواز المشاركة في أي مقاطعة اقتصاديّة ما لم تكن صادرة عن إرادة آل سعود (قد تكون الفتوى الأخيرة ترمي إلى محاربة مقاطعة العدوّ الإسرائيلي).
والقرضاوي، فقيه «الجزيرة»، وهو مثله مثل كل قادة الإخوان الذين لجأوا إلى قطر والسعوديّة لا يجد غضاضة في مماشاة عقيدة الوهابيّة في قطر، القرضاوي الذي لم يهدأ منذ اندلاع انتفاضة مصر وليبيا وخصوصاً سوريا، استكان وخفت صوته فجأة. هذا الذي دعا إلى الجهاد بكل أنواعه ضد نظام بشّار وأفتى بقتله لم يقل كلمة ضد قادة العدوّ الإسرائيلي إلا الكلام العام الذي لا يزعج أميركا وإسرائيل. قد لا يكون يريد إحراج أصدقاء تسيبي ليفني بين مضيفيه. يوسف القرضاوي ما عاد يجد كلام الجهاد ضد إسرائيل مناسباً: إنه يلائم فقط سياسات الدول الغربيّة. حوّلت الانتفاضات العربيّة فقيه «الجزيرة» إلى فقيه الـ«ناتو»، وباتت المحطة صوت الـ«ناتو» الهادر في الفضاء العربي (مع وجود دلائل على تدّني نسب المشاهدة للمحطة بعد تحوّلها إلى صوت دعائي فظّ).
سنوات وعقود من خطب مقيتة وبليدة عن الجهاد تبخّرت ما إن وصل الإخوان إلى الحكم (في تونس ومصر) أو اقتربوا من الحكم (في حالة سوريا). لم يسهم الإخوان وفقهاؤهم في الصراع ضد العدوّ إلا في تقيّؤ تلك المقولة عن «رمي اليهود في البحر» (وجدتُ أوّل إشارة إليها من فم حسن البنّا في مجلّة «المصوّر» عام 1948)، والتي شكّلت خير قوت للدعاية الصهيونيّة في الغرب. خطاب الإخوان والمتشدّقين بالدين الذي أحسن عبد الناصر في السخرية منهم لم يكن إلا ستاراً لغايات مشبوهة. الفقهاء ورجال الدين كانوا في صف أميركا وإسرائيل في سنوات الحرب البادرة، وبإمرة أولياء نعمتهم في الممالك والإمارات الشخبوطيّة في الخليج، سوّغوا لحرب الرجعيّة العربيّة ضد فكر التنوير والتقدّم والتطوّر وتحرير المرأة. لم تؤدّ كل خطب الجهاد وكل الفتاوى إلا إلى إضفاء طابع رجعي ومتزمّت ومريض وقمعي على الحياة العربيّة والإسلاميّة.
وشكّل العلماء أدوات بأيدي الأنظمة حيث أصبح النضال ضدهم متلازماً مع النضال ضد الأنظمة عينها. تحدّث الخميني في محاضراته عن «الحكومة الإسلاميّة» عن «فقهاء السلاطين». لكن النظام الإيراني الإسلامي الذي أنشأه الخميني أنتج طبقة جديدة من فقهاء الفقيه المُرشد الأعلى. الأمر سيّان من حيث طاعة العلماء السنّة والشيعة للسلطان الجائر. مراجع النجف لم تكن رائدة في الثورة على الطغيان في القرن العشرين: على العكس. جُرّت جرّاً من قبل الجماهير للثورة في العشرين، ولم ترفع راية الثورة على حكم صدّام بل صمتت. لم ينطق فقيه الاحتلال، علي السيستاني، إلا بما أسهم في دعم الاحتلال الأميركي واستنكف عن إصدار فتوى تحرير العراق. المصالح الطائفيّة والماليّة هي الأساس عند علماء الأمّة.
لم أكنّ أجلّ العلماء منذ طفولتي ولم أرَ فيهم ما يستحقّ التبجيل. كنت أسمع عن قصص فساد أخلاقي ومالي في أوساطهم، وأسمع أيضاً عن لفلفات ملفّات فضائحهم (كما تفعل الكنيسة الكاثوليكيّة حول العالم في لفلفة فضائح الاعتداء على أطفال من قبل القساوسة). كان أقرب رجل دين لعائلتي في طفولتي هو عبد الله العلايلي، لكنه لم يكن رجل دين ولم يرَ في نفسه رجل دين _ كان عالماً بحق وحقيق، وكان كثير الانتقاد لطبقة رجال الدين الذين كانوا أدوات بأيدي زعماء السياسة. وفي الستينيات والسبعينيات، (أو قبل ذلك في العراق)، وقف العلماء سنّة وشيعة ضد الصعود اليساري والشيوعي. أذكر أن محمّد حسين فضل الله الذي وُلد في النجف روى لي في الثمانينيات أنه اضطرّ إلى الاطّلاع على الكتابات الماركسيّة بسبب نفوذ الشيوعيّين القوي في النجف وخارجه. الموجة اليساريّة لم تترك علامات فارقة على المؤسّسة الدينيّة ربّما بالرغم من كتابات متفرّقة للتقدميّين من رجال الدين. يُذكر لعبد الناصر (وفي عصر سيطرة إعلام أمراء النفط والغاز وشيوخه لا يُذكر لعبد الناصر إلا سيّئاته _ وهي لم تكن صغيرة خصوصاً في مواجهة حرب 1967_ ولا يزال كتبة آل سعود يصفّون حسابهم معهم إلى اليوم، وقد اكتشف الأسبوع الماضي كاتب في جريدة خالد بن سلطان، «الحياة»، أن سبب نكبة الأمّة العربيّة يعود إلى انعدام الثقافة عند جمال عبد الناصر، ربّما بالمقارنة مع غزيري الثقافة في آل سعود وآل نهيان) أنه قاد أهم عمليّة تحديث للمؤسّسة الدينيّة وقاد إنتاج إسلام تقدّمي لم تعهده منطقتنا مذّاك. تحدّثت مؤسّسة الأزهر وانفتحت وزال الحديث عن الخلاف المذهبي، واعترف الأزهر وإن متأخرّاً بالشيعة الاثني عشريّة كمذهب إسلامي. الظاهرة شهدت أيضاً ما سمته مرفت حاتم «نسويّة الدولة» في عهد جمال عبد الناصر. ولا تزال كتابات محمود شلتوت تمثّل فكراً نيّراً لا صلة له بالتزمّت الوهّابي الإخوانجي الموغل في القشريّة.
لكن الظاهرة التقدميّة التي قادها النظام الناصري، وبدرجة أقلّ حزب البعث الذي أهمل العامل الديني في بداياته وقاد حركة علمانيّة قبل أن يعود إلى الدفع بالدور الديني بهدف كسب بعض من الشرعيّة (في التسعينيات في العراق وفي سوريا في العقد الأخير) تصارعت مع إسلام رجعي قاده تحالف جهنّمي من النظام السعودي وحلفائه في منطقة الخليج بالإضافة إلى المطرودين والمنبوذين من الإخوان المسلمين في مصر وسوريا بصورة خاصّة. وكل كلام ضاحي خلفان (الذي يغرّد مُتغزّلاً بالعدوّ الإسرائيلي على نمط هوى أولاد زايد، الذين _ مثلهم مثل آل سعود _ يقيمون أوثق العلاقات مع إسرائيل) عن ضرر الإخوان أو تذمّر الأمير نايف من الإخوان بعد 11 أيلول، لا معنى له، لأن المال النفطي هو الذي عزّز نفوذ الإخوان وهو الذي سمح بنشر فكرهم بين المسلمين في المنطقة وحول العالم.
العلماء والشيوخ والفقهاء إحدى أدوات التسلّط السياسي والاجتماعي باسم الفضائل وباسم السماء. إنهم يشكّلون أخطر ظاهرة في التسلّط العربي لأنهم يحتمون بالمناعة الإلهية التي تحظر وتمنع وتكبت وتحدّد وتجزر وتحدّ وتقرّع وتصيح وتأمر وتنهى. لكن هؤلاء رجال سياسة وإن التحوا وإن تعمّموا. صحيح هناك أفراد بينهم دعموا مقاومة إسرائيل وهناك بينهم من نشر قيم التسامح والحريّة الفرديّة، لكن هؤلاء قلّة وقد تعرّضوا للحرم والقمع والتهميش، كما حصل مع المطران حدّاد. لكن المؤسّسة الدينيّة، مثل مؤسّسة الأزهر، هي مؤسّسة فاسدة استعصت على الإصلاح. شيوخ الأزهر جنحوا لمقاومة إسرائيل في سنوات عبد الناصر، وعادوا وجنحوا نحو السلام مع العدوّ الإسرائيلي لأنهم استفاقوا حسب زعمهم على آية قرآنيّة فسّرها فقهاء السادات بأنها تحضّ على الاستسلام للعدوّ.
يمرّ العالم العربي في أتون حقبة انتقاليّة لم تتضح معالمها بعد. الثورة المُضادة جارية على قدم وساق بعون أميركي _ إسرائيلي _ سعودي _ قطري. والإخوان يكملون التحالف الذي بدأه أنور السادات مع إسرائيل لكسب الرضى والدعم الأميركي. و«علماء» النفط والغاز هم أبواق الثورة المُضادة التي تنطق وتفتي وتصرخ وتنهر بأمر من المُموّل. وإذا كانت الانتفاضات العربيّة موجّهة ضد ظواهر الفساد، فإن المؤسّسة الدينيّة هي في قلب الفساد هذا وتحييدها تحييد للسلطة الثقافيّة والاجتماعيّة التي أسهمت في نشر الاستبداد واستمراره على مرّ العقود. إن قمع الشعب العربي جرى على أيدي رجال حليقي الذقن وملتحين على حدّ سواء. لا ينبغي أن تصبح العمامة فوق النقد والمساءلة فيما تقوم المؤسّسة الدينيّة على جري عادتها بقيادة حركة رجعيّة موازية للاستبداد. إذا كان الدين من المحرّمات فلماذا يكون باعة الدين وتجّاره من المحرّمات أيضاً؟
* أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا (موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)