أعادت التظاهرات التي خرجت في الضفة الغربية المحتلة اليوم التذكير بأجواء عام 2015 عندما خرج الفلسطينيون لمواجهة جنود الاحتلال خلال «هبّة القدس»، وبالتظاهرات التي تلت إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، القدس «عاصمة لإسرائيل». اليوم، خرج مئات الفلسطينيين في الضفة المحتلة، في مسيرات رافضة لإجراءات العدو في اليومين الماضيين، وغضباً لتصفية الشهيدين أشرف نعالوة، منفّذ عملية «بركان»، وصالح البرغوثي، منفّذ عملية «عوفرا».هكذا، بعد هدوء نسبي شهدته الضفة المحتلة في الفترة الماضية، عادت التظاهرات إلى مفترقاتها وشوارعها، حيث شارك المئات في المواجهات التي اندلعت، على المدخل الشمالي لمدينتَي البيرة ورام الله (وسط)، وبلدتَي النبي صالح، وبلعين غربي رام الله، وعلى المدخل الجنوبي لمدينة نابلس (شمال)، وبلدة كفر قدوم غربي نابلس، ومدخل مدينة طولكرم الغربي (شمال)، ما أدى إلى استشهاد الجريح محمد يوسف رباح نخلة (18 عاماً) من مخيم الجلزون بعد إصابته برصاص الاحتلال في مواجهات مدخل مدينة البيرة الشمالي، وأصيب أيضاً عشرات المواطنين إثر إطلاق الرصاص الحيّ والمطاطي عليهم.

عملية بالحجر!
من جهته، قال جيش العدو الإسرائيلي، صباح اليوم، إن أحد جنوده أصيب جراء إلقاء فلسطيني حجارة عليه في مستوطنة «بيت إيل» قرب مدينة البيرة، وتمكنه من الفرار. ووصفت إصابة الجندي بأنها حرجة ونُقل إلى المستشفى. وقال جيش الاحتلال إن الشاب الفلسطيني وصل إلى موقع حراسة عند مدخل المستوطنة، وجرى عراك بينه وبين الجندي، ثم ألقى الشاب حجارة على الجندي وأصابه بجروح، ونُقل الأخير إلى المستشفى، وبعد تحقيقات الجيش، تبيّن أن الشاب الفلسطيني طعن الجندي.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إنّ الجندي أصيب بعد عراك بينه وبين الشاب الفلسطيني، «أصابه خلاله المخرب بحجر من مسافة قصيرة من موقع الحراسة. وقوات الجيش الإسرائيلي تجري عملية بحث في المنطقة».
ودفع جيش الاحتلال بقوات معزّزة إلى منطقة وسط الضفة الغربية، حيث نقل عدة كتائب من الجنود إليها. ولا يزال جيش الاحتلال يفرض طوقاً أمنياً على مدينة رام الله. وكانت قواته قد اعتقلت الليلة الماضية وفجر اليوم 40 فلسطينياً، بينهم 37 من نشطاء حركة «حماس».
وذكرت القناة «الثانية» العبريّة أن «الجيش يستعدّ للضغط على الضفة الغربية بهدف منع وقوع أي هجمات»، وأنه جرى تحصين مواقع نقاط الحافلات والطرق الاستيطانية ومحيط المستوطنات، ونشر مزيد من القوات ونصب مزيد من الحواجز الطيارة، خوفاً من تنفيذ عمليات.

غزة تتضامن مع الضفة
أما في قطاع غزة، فقد شارك آلاف الفلسطينيين في فعاليات جمعة «المقاومة حق شرعي» شرق قطاع غزة. وأصيب خلال المسيرة 75 فلسطينياً برصاص الاحتلال، بينهم مسعف وصحافيّ. وقال جيش الاحتلال إن أعداد المتظاهرين وصلت إلى عشرة آلاف متظاهر، مدّعياً أن المتظاهرين ألقوا عبوّة ناسفة تجاه دوريّة للجيش لم تؤدِّ إلى إصابة أيٍ من جنوده، بعدما قال في وقت سابق، إنّ عدداً من الشبان «اخترقوا» الخطّ الأخضر قبل أن يعودوا إلى القطاع، دون أن يصابوا بأذىً.
وقالت «الهيئة الوطنيّة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار»، إن هذه الجمعة «تأتي تأكيداً لشرعية المقاومة وحالة الإجماع والالتفاف حولها في وجه المؤامرات والمخططات التي تستهدفها».