بينما استقرّت الأوضاع الميدانية في قطاع غزة، عقب اكتفاء الجيش الإسرائيلي بقصف بعض المواقع الخالية فجر أمس ردّاً على صواريخ أُطلقت من القطاع على رغم سريان التهدئة، عُقدت اجتماعات على الصعيدين السياسي والعسكري بين فصائل المقاومة، ولاسيما «حماس» و«الجهاد الإسلامي». وفي هذا الصدد، نُقل عن عضو المكتب السياسي لـ«الجهاد»، خضر حبيب، وصفه علاقة حركته بـ«حماس» بـ«المتينة»، وتأكيده أن «المقاومة في غزة جبهة واحدة... و(يجب) تفويت الفرصة على الاحتلال لدقّ أسافين بين الحركتين»، وأنه «إذا كانت هناك أمور مختلَف عليها فخلال جلسة سنرتب هذه الأمور».وعلمت «الأخبار» أن قيادة الذراعين العسكريتين للحركتين، «سرايا القدس» و«كتائب القسام»، عقدت أمس اجتماعاً «تشاورياً» حول العدوان الإسرائيلي الأخير وطبيعة الرد عليه، مضيفة أنه «ساد الاجتماع جوّ من العتاب المتبادل، لكنه خلص إلى تقييم الجولة واستخلاص العبر على أكثر من صعيد»، على أن تتبعه جلسات أخرى تُركز على التنسيق الميداني وآليات تفعيل «الغرفة المشتركة». وفيما تتوقع أوساط كثيرة انهيار التهدئة قريباً، لفت حبيب إلى أن «العدو دائماً لا يلتزم بعهد أو ميثاق ويتملّص من التفاهمات»، محذراً من أنه «إن أقدم على ارتكاب مجازر أو قتل فصواريخ المقاومة جاهزة لردعه... الاحتلال هو من بادر بالاتصال بالوسطاء من أجل التوصّل إلى تهدئة». من جهته، شدّد المتحدث باسم «الجهاد الإسلامي»، مصعب البريم، في تصريحات صحافية أمس، على أن «الوحدة الوطنية والميدانية ليست خياراً بل هي عقيدة... لن نسمح لهذا الاحتلال بأيّ سيناريو وبأيّ أداة من أدواته أن يشق الصف الوطني أو يهدد نسيجه».
زعم العدو أنه استهدف بالخطأ منزل السواركة حيث استُشهدت عائلة بأكملها


ورأى القيادي في «حماس»، أحمد يوسف، بدوره، أن ما جرى في العدوان الأخير وردّ المقاومة عليه «يمثل أذكى أنواع التكتيك الذي استخدمته غرفة العمليات المشتركة في إدارة المعركة»، مضيفاً أن «الحرب خدعة، ومن الذكاء ألّا تُستخدم كلّ قدرات المقاومة مرة واحدة... العالم يفهم ردّ الجهاد الإسلامي على تخطّي دولة الاحتلال للخطوط الحمراء ونقضها لقواعد الاشتباك... نؤكد في حماس أن علاقتنا مع الجهاد في أفضل حالاتها منذ سنوات». وأشار يوسف، في حديث إلى وكالة محلية، إلى أن «الجميع كان يعلم أن حماس وإسرائيل لا تريدان حرباً، لكن (رئيس حكومة العدو بنيامين) نتنياهو أراد تحقيق بعض المكاسب السياسية، ومحاولة خلق خلافات بين حماس والجهاد، والتأثير في الانتخابات الفلسطينية»، مستدركاً: «حماس أعلنت درجة الاستنفار القصوى خلال العدوان، وأيدي مقاتليها كانت على الزناد». وجاءت هذه المواقف في وقت نعت فيه «القسام»، أمس، عنصراً منها استُشهد جراء العدوان هو أحمد أيمن عبد العال (22 عاماً)، الذي قالت إنه «ارتقى إثر قصف إسرائيلي شرق حي التفاح برفقة شقيقيه إبراهيم وإسماعيل».
من جانب آخر، ادّعى جيش العدو، أمس، أن استهدافه منزل عائلة السواركة في مدينة دير البلح (وسط) قبل ثلاثة أيام «كان بالخطأ، وبناءً على معلومات غير دقيقة». ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن الجيش قوله إن «التقديرات كانت تشير إلى أن المنزل فارغ من ساكنيه، والجيش يحقق في نتائج ذلك الهجوم الذي أودى بحياة ثمانية فلسطينيين»، خمسة منهم أطفال. وزعم المتحدث العسكري الإسرائيلي أن «هدف الهجوم كان قائد وحدة الصواريخ في سرايا القدس رسمي أبو ملحوس، من قبيلة السواركة»، فيما دعا منسق الأمم المتحدة لـ«عملية السلام» في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، الاحتلال إلى «التحقيق في مجزرة عائلة السواركة». وقال ملادينوف عبر حسابه في «تويتر»: «لا يوجد مبرر لمهاجمة المدنيين في غزة أو أي مكان آخر. هذه المأساة».
إلى ذلك، حجب تطبيق «واتسآب»، فجر أمس، عشرات الأرقام الفلسطينية عقب تداولها للأخبار الميدانية إبان يومي العدوان. ونشر عشرات المواطنين، وغالبيتهم من الصحافيين، أن التطبيق حظّر حساباتهم في حملة واحدة.