بدلاً من أن تتولى الشرطة الإسرائيلية مسؤولياتها في مكافحة الجريمة واعتقال القتلة المتنقلين بين فلسطينيي الـ48، وبدلاً من أن تضع حداً لعصابات الإجرام المنظم، أثبتت أمس مرة أخرى أنها في صف المجرمين؛ إذ قمعت وقفة احتجاجية قبالة منزل وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في مستوطنة «كوخاف يائير» دعا إلى تنظيمها حراك «أمهات من أجل الحياة - أمهات ثكالى».
وكانت الوقفة قد انطلقت مساء أمس، السبت، كخطوة للاحتجاج على تفشي العنف والجريمة في أوساط فلسطينيي الداخل المحتل وتواطؤ الشرطة المباشر في الأمر، والتي لم تتوانَ عن استخدام العنف والجريمة كذريعة لإحكام سيطرتها وقبضتها الأمنية على المدن والبلدات الفلسطينية، بدلاً من مصادرة سلاح الجريمة والقبض على القتلة.

أمّا حجة الشرطة في منع التظاهرة فكانت عدم «خروج السبت» علماً أن التظاهرة كانت قد أخذت تصريحاً ونُظمت في الساعة السادسة مساء أي بعد «خروج السبت اليهودي». وقد حاصرت الشرطة المنطقة، إلى جانب نصب عشرات الحواجز لإعاقة سير التظاهرة ووصول المحتجين، الذين احتشد بعضهم على مقربة من منزل بار – ليف، رافعين شعارات ولافتات رافضة للجريمة.

وفي حديثها مع «الأخبار»، قالت منظِّمة الوقفة والناشطة في حراك «أمهات من أجل الحياة ـــ أمهات ثكالى»، ميسم جلجولي إن «منع الشرطة وقفتنا الاحتجاجية هو في إطار خطوات التضييق على الفلسطينيين». وأضافت أن «الشرطة ووزير الأمن الداخلي منعونا من التظاهر لأنهم لا يريدون سماع صوتنا ولا ألم الأمهات الثكالى، وتعاملنا بالطريقة ذاتها التي تتعامل فيها مع قمع التظاهرات ضد الممارسات العنصرية بحقنا».

()


وبالرغم من أن أجهزة الأمن الإسرائيلية وضعت مخططات لـ«مكافحة الجريمة، ومنها «شعبة سيف» ووحدة «سيناء» المستعربة، فإن هذه المخططات تهدف فقط لإحكام القبضة الأمنية والسيطرة على مدن وبلدات الداخل، إذ إن جرائم القتل في تصاعد مهول منذ مطلع العام، إذ بلغت أكثر من 85 جريمة منها 13 في القدس والجولان المحتلَّين.

وفي الإطار، نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية، اليوم، عن ضباط كبار في الشرطة الإسرائيلية قولهم إن «الشرطة فقدت السيطرة على جرائم القتل وإطلاق النار في (أوساط فلسطينيي الـ48)»، وذلك في أعقاب سقوط عدد كبير من الضحايا في الأسابيع الأخيرة نتيجة لهذه الجرائم. وبحسب هؤلاء الضباط فإنه «لا يوجد خطة منظمة لمحاربة الجريمة، والمفتش العام للشرطة، يعكوف شبتاي، يعمل فقط في إطار رد الفعل على الأحداث».

وتحدث هؤلاء الضباط عن الخطط المعلنة واصفين الاعتقاد بأن يكون لها أي نتيجة مؤثرة بأنه «محض خيال». وقال أحد الضباط للصحيفة إنه «يجب أن نقول بصراحة إننا نواجه صعوبة في لجم العنف. إن الجرائم تستمر لأنه لا يوجد عقاب أو إلقاء القبض على القتلة، وهذا الأمر، بالرغم من أنه يبدو ظاهرياً أن الأحداث في الأشهر الأخيرة غير مترابطة، إلا أن بقاء المجرمين بلا حساب يدفعهم لتصفية الحسابات وارتكاب جرائم جديدة».