غزة | يشير حراك جيش العدوّ خلال اليومين الماضيين، في قطاع غزة، إلى حالة من الكساد وانتظار ما سيخلص إليه مجلس الحرب بشأن العملية المزمعة في مدينة رفح، من دون وجود هدف عملياتي واضح. فعلى عكس الأيام المئة الأولى من الحرب، والتي غلب فيها على السلوك الميداني لدبابات الاحتلال وقواته البرية طابع الاندفاعة القصوى والاستعجال، في فتح خمس جبهات مركزية في آن واحد، فقد شهدت خطواته خلال الأسابيع الأخيرة تباطؤاً وتثاقلاً في الخطى.فمنذ مساء يوم الجمعة، لم تشهد محاور القتال على امتداد خريطة القطاع أيّ تحرك محوري. وبعدما أنهت قوات الاحتلال توغّلها في «مدينة حمد» شمال خانيونس، من دون تحقيق أي إنجاز يذكر، توغّلت لمدة قصيرة في منطقة فلواتٍ ساقطة نارياً في مدينة الزهراء، في محيط المنطقة الوسطى، ولاقت هناك مقاومة شرسة جداً، حيث تمكنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة في غضون يوم واحد من استهداف وتدمير نحو 10 آليات، وقصفت القوات الغازية بالعشرات من قذائف الهاون والصواريخ القصيرة المدى. عدا عن ذلك، لا يزال الإعلام العبري يبحث عن إجابة عن مصير الرجل الثاني في «كتائب القسام»، مروان عيسى، الذي زعم أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت المنطقة التي يُعتقد أنه يتحصّن فيها في مخيم النصيرات في المنطقة الوسطى، بقنابل ثقيلة. ومنذ تلك العملية، يبث إعلام العدو أخباراً متناقضة في مياه الصمت الراكدة، منتظراً أن يفضي انتظاره إلى معلومة، يعلن فيها حصوله على أوضح صورة «انتصار» يبحث عنها منذ بداية الحرب. وفي محاولة للتعمية على كساد جيش الاحتلال، قالت «القناة الـ 14» العبرية إن القوات الإسرائيلية في غزة مشغولة، هذه الأيام، ببناء المنطقة العازلة على طول الحدود الشرقية للقطاع، حيث تعمل الوحدات الهندسية على مدار الساعة، على إنجاز تلك المنطقة التي ستحول دون تكرار عملية 7 أكتوبر، كما تزعم.
في معركة الصورة، وزع «الإعلام العسكري لكتائب القسام»، ليلة السبت - الأحد، مقطعاً مصوّراً، ظهر فيه المقاومون وهم يستهدفون ثلاث دبابات بقذائف «الياسين 105» في مدينة الزهراء، من مسافة لا تتجاوز بضع عشرات من الأمتار. وبدا واضحاً أن مقاومي «كتائب القسام» كانوا يخوضون اشتباكاً في منطقة مكشوفة وخالية من العمران، فيما تحلّق الطائرات المسيّرة على علو منخفض. وفي محور القتال في مدينة غزة، تمكّنت «سرايا القدس» من قنص جندي جنوب غرب المدينة، فيما قصفت «كتائب شهداء الأقصى»، بالاشتراك مع «كتائب المقاومة الوطنية»، تحشّدات العدو في محور «نتساريم» بعدد من صواريخ «107» قصيرة المدى. وفي شرق المدينة، أعلنت السرايا تمكّنها من إسقاط طائرة مسيّرة كانت تقوم بمهمة استخبارية. أما في محور القتال في مدينة خانيونس، فقد أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» عن تمكّنها من استهداف ناقلة جند بعبوة «عاصف»، قبل أن يعاجلها المقاومون بقذيقة «آر بي جي».
في المقابل، لم تتوقف طائرات الاحتلال الحربية عن ارتكاب المجازر بحق العائلات، إذ قصفت نهار أمس خمسة منازل في مناطق شمال وادي غزة، وارتكبت 9 مجازر راح ضحيتها 92 شهيداً و 130 جريحاً.