القاهرة | ناقش مسؤولون مصريون مع نظرائهم الإسرائيليين والأميركيين، خلال الساعات الماضية، تفاصيل عدة مرتبطة بتداعيات الهجوم الإيراني على إسرائيل، وسط تواصل وتنسيق استخباراتييْن بين مصر والأردن والعراق على أعلى مستوى، من أجل بحث التداعيات وآليات التعامل المستقبلي. وجاء ذلك في وقت حصل فيه مسؤولو الاستخبارات المصرية على تأكيدات إيرانية بانتهاء التصعيد المباشر العابر للحدود. وكانت الدفاعات الجوية في منطقة شبه جزيرة سيناء شهدت حالة استنفار كاملة الليلة الماضية، تحسباً لمرور مُسيّرات في المجال الجوي المصري، وهو ما ترافق مع استدعاء عسكريين من إجازاتهم. ووفقاً لتقرير تقدير موقف رفعته أجهزة الاستخبارات إلى رئاسة الجمهورية، فإن ترجيحات الاستخبارات المصرية تشير إلى «تبني تل أبيب سياسة حرب الظل مع طهران خلال الفترة المقبلة، مع استهداف الداخل الإيراني عبر هجمات سيبرانية وإمكانية تنفيذ بعض العمليات النوعية، فضلاً عن استمرار استهداف قادة الحرس الثوري الإيراني خلال زياراتهم لسوريا، وإمكانية تنفيذ عمليات اغتيال خارج الأراضي السورية». وفي المقابل، تشدّد القاهرة على ضرورة عدم الانسياق وراء التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى تنفيذ عمليات عسكرية ضد إيران بشكل مباشر، علماً أن الاتصالات الجارية من جانبها «ترتكز على حلحلة دبلوماسية لتداعيات التحركات العسكرية»، والتأكيد أن «الرد الإيراني كان بمثابة رد فعل على انتهاك إسرائيلي للقانون الدولي، وبالتالي يجب محاسبة المسؤولين عن التصعيد من الجانبين وليس من جانب واحد فقط». وعلى خط مواز، تحذّر مصر من «تطور الوضع إلى حرب إقليمية في ظل القدرة الإيرانية على تنفيذ التهديد باستهداف أي دولة يُستخدم مجالها الجوي أو أراضيها لتنفيذ عمليات ضدها».
وفي السياق، يفيد مسؤولون مصريون بأن «ما دفع القاهرة إلى دعم سيناريوات خفض التصعيد بتحفيز أميركي، بالإضافة إلى لعب دور الوساطة غير المباشرة لتهدئة الأوضاع الإقليمية، عدة أسباب في مقدمتها تجنب الضرر الاقتصادي الناتج من تراجع الحركة الملاحية في قناة السويس». وإذ تستفيد مصر في مساعيها تلك من الدعم الأوروبي، وخاصة الفرنسي، لتجنب تحول الصراع إلى حرب إقليمية، فهي تلقّت معلومات أولية عن «ردود دبلوماسية» قد تصل إلى حد منع مسؤولين دبلوماسيين إيرانيين من المشاركة في المحافل الدولية. وفي هذا الإطار، حذّرت القاهرة من «إغلاق قنوات التواصل المباشر مع إيران، نظراً إلى تداعيات هذه الخطوة على المسارات الدبلوماسية العالمية».