لا يزال التردّد سيّد الموقف في الكيان الإسرائيلي، في ما يتعلّق بالردّ على الهجوم الإيراني الذي تعرّضت له عدة مواقع عسكرية في الأراضي المحتلة، ليل السبت - الأحد الفائتين، وذلك رداً على الهجوم الذي شنّه العدو على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، وأدّى إلى استشهاد مجموعة من الضباط في «الحرس الثوري». وبحسب قناة «كان» العبرية، فقد «فوّتت إسرائيل فرصة لقصف إيران ليل السبت - الأحد»، لأن «بنيامين نتنياهو فضّل انتظار اتصال هاتفي من جو بايدن قبل شنّ هجوم»، مضيفة أن «الردّ المرتقب سيكون أضعف من الهجوم الذي خطّطت إسرائيل له في البداية».وفي سياق متصل، نقلت «كان» عن مصدر دبلوماسي قوله إن «دبلوماسيين غربيين أبلغوا إسرائيل أن صدّ هجوم إيران القادم بنسبة 100% قد لا يكون ممكناً»، مشيرة إلى «ضغوط دولية تُمارس على إسرائيل كي لا تتّخذ خطوات تصعيدية تؤدّي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة». ويبدو أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة، يروّج لحملة من العقوبات المكثّفة ضد إيران، مقابل أن «تبتلع» إسرائيل الردّ الإيراني، وتتّجه نحو خفض التصعيد. وفي هذا السياق، نقلت القناة نفسها، عن مصدر دبلوماسي، أن «الاتحاد الأوروبي مستعدّ للذهاب بعيداً في ما يتعلّق بالعقوبات على إيران». كما دعا وزير خارجية العدو، يسرائيل كاتس، خلال لقائه مع وزيرة خارجية ألمانيا، أنالينا بيربوك، أمس، «الاتحاد الأوروبي»، إلى الاعتراف بـ«فيلق القدس» الإيراني «منظّمة إرهابية»، وذلك بعدما نقلت الأخيرة دعوة حكومة بلادها، إسرائيل، إلى «منع المزيد من التصعيد في المنطقة وعدم الردّ بقوة»، بحسب الإعلام العبري. أيضاً زار وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، أمس، الكيان، حيث أعلن عن «التضامن مع إسرائيل بعد الهجوم الإيراني المروّع»، مشدداً على أن «أي ردّ إسرائيلي على إيران، يجب ألا يساهم في زيادة تصعيد الصراع».
كشفت التقارير الإعلامية مزيداً من التفاصيل حول الموقف «المعقّد» الذي يعيشه صانعو القرار في تل أبيب


في هذا الوقت، كشفت التقارير الإعلامية مزيداً من التفاصيل حول الموقف «المعقّد» الذي يعيشه صانعو القرار في تل أبيب، منذ وقوع الردّ الإيراني، إذ نقل موقع «أكسيوس» الأميركي، عن مصادر إسرائيلية وأميركية، قولها إن «إسرائيل بحثت توجيه ضربة إلى إيران مساء الإثنين الماضي (هذا الأسبوع)، لكنّها قررت في النهاية تأجيلها»، وإنها «أبلغت إدارة بايدن أنها قرّرت الانتظار قبل ضرب إيران». ونقل الموقع نفسه عن مسؤول أميركي قوله إن «ضربة إسرائيلية صغيرة داخل إيران، من المحتمل أن تؤدّي إلى ردّ فعل إيراني»، وإن «واشنطن تأمل أن يكون ردّ إيران على أي ضربة إسرائيلية أصغر من هجومها الأول، وأن يؤدّي إلى وقف تبادل الهجمات».
وبخصوص مداولات «كابينت الحرب» الإسرائيلي، كشفت تقارير إعلامية أن «الوزراء يوآف غالانت وبيني غانتس وغادي آيزنكوت، ورئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، يضغطون للردّ على إيران»، بينما عبّر العضو المراقب في «الكابينت»، وزعيم حركة «شاس»، عن «معارضته الصارمة لضرب إيران»، بحسب تقرير لقناة «كان»، التي أشارت إلى أن «كبار الحاخامات حذّروا رئيس حزب شاس من أن الهجوم على إيران يشكّل خطراً على إسرائيل». وبدوره، اعتبر وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أنه «يجب حلّ مجلس وزراء الحرب وتغيير سياسة الاحتواء والرد المحدود»، مضيفاً أنه «طالما استمرّت سياسة مجلس الحرب الحالية، فسنبتعد أكثر عن تحقيق النصر».
أما في واشنطن، ومن أجل الضغط على «الكونغرس» الأميركي للموافقة على المساعدات للكيان الإسرائيلي، فقد نشر الرئيس جو بايدن مقالاً في صحيفة «وول ستريت جورنال»، حذّر فيه من أن «إيران تريد تدمير إسرائيل»، مضيفاً أنه «إذا صعّدت إيران هجومها على إسرائيل بشكل كبير، فقد تنجرّ الولايات المتحدة إلى الحرب»، إذ إن «إسرائيل شريكنا الأقوى في المنطقة، ولن نقف مكتوفي الأيدي إذا ضعفت دفاعاتها».