غسّان سعود
تبيّن الدراسات أن 2% فقط من شبكة الصرف الصحي في القضاء قد أنجزت
في مكاتب النواب في المجلس النيابي، يشرب النائب آلان عون القهوة عند زميله في تمثيل بعبدا، حكمت ديب، ليضعا معاً اللمسات الأخيرة على هذا المؤتمر. ويروي ديب أن ثمة منهجية عمل جديدة. أهم ما فيها أنها ترسم خريطة طريق واضحة للنائب. وبسرعة، يتدخل عون شارحاً: «وزّعنا استمارة على بلديات المنطقة والفعاليات المناطقية والجمعيات الأهلية لتحديد مطالبهم بوضوح. وهكذا، كوّنّا بنك معلومات ورتبنا الأولويات بالنسبة إلى أبناء المنطقة». ويقاطع ديب هذه المرة ليشير إلى أن «نسبة التجاوب، حتى ممن يحسبون أنفسهم خصوماً لنا، كانت كبيرة». ويشرح ديب أن التيار الوطني الحر وحزب الله والمردة والحزب الديموقراطي وحزب الوعد عملوا جدياً على الموضوع، معتبراً أن المسح ضروري ليعرف النائب كيف سيسير سواء بصفته مشرعاً أو محاسباً للإدارة الرسمية. وقد جمعت المعلومات عبر سكرتاريا متفرغة عملت على تبويب المطالب ضمن 6 قطاعات تنموية خدماتية: التعليمي، الاقتصادي، الأشغال العامة، البنية التحتية، الاجتماعي والخدماتي. وجرى وضع ترتيب مبدئي للأولويات. هنا، يتدخل عون مجدداً ليشرح أن لكل بلدية أولويتها طبعاً، لكن يجري إعداد خريطة شاملة للتحرك تحاول مراعاة الأولويات كلّها في الوقت نفسه. أقله، بعد المؤتمر، يتابع عون، يعرف المعني ما هي المطالب، المتوافر تحقيقها وغير المتوافر.
أما مؤتمر السبت الذي يعقد (على عادة العونيين في مناسبات كهذه) في المعهد الأنطوني، فسيستهلّ بكلمات ترحيبية يتوزع بعدها المؤتمرون (فاعليات بعبدا كافّة مدعوون) على 6 مجموعات، يترأس كل منها أحد نواب بعبدا، بحسب ترتيب القطاعات التنموية السابق ذكرها (فادي الأعور يدير اللجنة الاجتماعية، آلان عون قطاع البنى التحتية، حكمت ديب الأشغال والبيئة، ناجي غاريوس قطاع الصحة، بلال فرحات التعليم والمعالم الأثرية والتاريخية، أما علي عمار فله القضايا والهموم الاقتصادية كلها)، ليتناقشوا مع اختصاصيين ويتوصلوا إلى إقرار التوصيات. وبحسب ديب فإن التوصيات ستحدد ما يمكن فعله على المدى القريب، المتوسط والبعيد. مشيراً إلى وجود مشاريع يمكن إنجازها خلال هذه الولاية النيابية ومشاريع تحتاج إلى ولايتين وأكثر! يضحك عون، منبهاً إلى أن رسم صورة جدية عن الوضع في بعبدا سيسهل التواصل مع مؤسسات الدولة، مجلس الإنماء والإعمار والصناديق المانحة. واللافت هنا أن النائبين العونيين يثنيان على تجاوب مجلس الإنماء والإعمار ووزارة الأشغال العامة والنقل مع معظم ما تطالب به كتلة بعبدا. لكن ديب يشير إلى مشكلة في عمل مجلس الوزراء: إن «طلب توسيع طريق صيدا القديمة عبر استملاك الأراضي المجاورة له قد أرسل إلى مجلس الوزراء عام 1999 وعامي 2007 و2008 لكن سهيل بوجي يرفض تحويله إلى مجلس الوزراء لبتّه».
الأهم، يضيف عون، هو وضع بعبدا على المفكرة الإنمائية بعدما كانت بعض بلداتها فقط تحتكر هذا الامتياز.
بدوره، يرى رئيس بلدية عاريا بيار بجاني أن المشاكل كثيرة، والواضح أن لدى نواب التغيير والإصلاح نية جدية بالتغيير والإصلاح. ورغم قلّة إيمانه بقدرة مؤتمرات كهذه على الإتيان بنتائج إيجابية واقتناعه بأن المشكلة أكبر من النواب والبلديات فهو سيشارك بإيجابية. أما رئيس بلدية حمّانا حبيب رزق فيعتقد أن التحضير للمؤتمر أظهر جدية نيابية، لكن الوصول إلى نتائج يبقى رهن المتابعة. ويؤكد أن الأهم من المؤتمر هو تنفيذ مقرراته وملاحقة المطالب في الوزارات وفي الإدارات لتأمينها وتنفيذها.