أنطون سعدإزاء التوجه العارم المؤيد لإجراء انتخابات ديموقراطية والمتمثل بعدد المرشحين المرتفع ونوعيتهم الرفيعة، ثمة توجّه آخر في الرابطة المارونية يفضّل التوصل إلى توافق تنتج منه تزكية ثلاثة أعضاء للمجلس التنفيذي. ومنطق هذا الفريق أن المدة الباقية من ولاية المجلس الحالي لا تستأهل معركة انتخابية وأن جو المصالحات الذي تعمل عليه الرابطة منذ أشهر، يستوجب استكماله بروح وفاقية. وتشير المعلومات إلى أن المساعي والاتصالات جارية بين بعض الجهات النافذة في الرابطة لإنجاح هذا التوجه، ولا يستبعد المطّلعون عليها احتمال أن يدعو رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزيف طربيه المرشحين إلى اجتماع للبحث في هذه الإمكانية، علماً بأنه يؤكد للمرشحين الذين يزورونه حياده، ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع. كذلك يشدد على احترامه لخياري التوافق والتنافس الديموقراطي، معتبراً أن لكل منهما إيجابياته. فيلفت من جهة إلى أن التوافق يضفي جواً من الهدوء من شأنه أن يساعد على تسريع مساعي المصالحة المسيحية ويسهّلها. ويثمّن، من جهة ثانية، مفاعيل الديموقراطية وانعكاساتها على مساحة الوطن والطائفة المارونية التي، بحسب اعتقاده، مدعوة إلى أن تقدم أفضل نموذج في هذا الإطار. وقد شدّد كثيراً على هذه المبادئ لدى خوضه انتخابات الرابطة المارونية في آذار 2007، عندما عُرض عليه التوافق مع أركان اللائحة التي كانت تنافسه برئاسة الأمير حارث شهاب، الرئيس الأسبق للرابطة.
حتى الآن، وبانتظار نجاح أو عدم نجاح مساعي التوافق، يتوقع أعضاء الربطة المارونية في الجمعية العمومية العادية، المقرر عقدها في الرابع عشر من كانون الأول الجاري، انتخابات حامية، إضافة إلى البنود الأخرى المدرجة على جدول الأعمال. فيما يتساءل من يواكبون انتخابات المجلس التنفيذي في الرابطة، في ضوء الترشيحات والتحضيرات الجارية، عمّا سوف تكون عليه الانتخابات المقبلة في آذار 2010.