في إطلالة «إعلان النصر»، أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، في كلمة متلفزة للحديث عن نتائج الانتخابات النيابية، أنّ «الانتخابات إنجاز وطني كبير جداً بعد تسع سنوات من التمديد، وهذا يسجّل كإنجاز للعهد، خصوصاً للرئيس ميشال عون؛ يُسجّل للحكومة الحالية، ولكل القوى السياسية التى تعاونت على تحقيقها». كما أكّد نصرالله أن «القانون النسبي، على رغم وجود بعض الثغرات فيه، ولكنه خلق فرصة كبيرة لكادر من الشخصيات والقوى لأخذ فرصتها، وهذا القانون يجب البناء عليه». أمنياً، رأى أن «الوضع الأمني كان جيداً، وإنجاز الانتخابات خلال يوم واحد هو إنجاز مهم»، من هنا أشار إلى أن «هناك شخصيات في البلد كانت تفترض أنّها مستهدفة، وتبيّن عملياً أن بإمكانها أن تتجول في البلد كلّه وفي جميع الأحياء».
وبناء على النتائج الأولى، اعتبر«السيد» أنه في الإمكان القول إن «ما كنّا نتطلّع إليه منذ بداية الترشيحات والتحالفات والانتخابات، قد تحقق وأُنجز»، مؤكداً أن «تركيبة المجلس النيابي الجديد تشكل ضمانة لحماية معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهذه المعادلة الذهبية في الظروف الحالية في المنطقة، هي الوحيدة حتى الآن الكفيلة بحماية البلد». هذا الحضور «القوي والكبير والوازن»، كما عبّر نصرالله، «سيشكّل حماية قوية لخيارنا (حزب الله وحلفائه) الإستراتيجي الذي شكل الحافز لجمهورنا العزيز للإقبال على الانتخابات، وهذا الأمر سيساعد بتحقيق ما طرح بالمشروع الانتخابي». وأكّد أنه «لا أحد بإمكانه القول إن الهدف من وراء القانون الانتخابي كان إقصاءه».

الجمهور أسقط المؤامرات
اشار السيد حسن نصرالله إلى أنه «عقدت المؤتمرات والتي كان آخرها فك شيفرة حزب الله من أجل الضغط على البيئة الحاضنة للمقاومة»، وأوضح أن «كثيرين كانوا يحضّرون لإيصال ولو مقعد شيعي واحد إلى البيئة الحاضنة للمقاومة في بعلبك الهرمل وفي الجنوب لتوظيف الموضوع»، كما أشار إلى أنهم كانوا «يمهّدون من خلال الخرق للقول إنه بداية تأثيرٍ للسياسات والبرامج التي استهدفت البيئة السياسية الحاضنة للمقاومة»، لكن هذا الأمر «أُسقط»، وأضاف قائلاً إن «الهجمة على المقاومة أعطت نتائج عكسية عبّرت عنها نسب الاقتراع في بعلبك - الهرمل التي بلغت أمس 63 في المئة وكذلك في بقية الدوائر».

بيروت عربية ومقاومة
نصرالله ردّ على الخطاب الذي كان سائداً حول «هوية بيروت» قبل الانتخابات، فأشار الى أن «هوية بيروت العربية ستتأكد في ضوء نتائج الانتخابات وهي كانت وستبقى الحضن الأساسي للمقاومة». كما شدد على الإصرار على العيش المشترك، وعلى التحالفات «بمعزل عن خسارة مرشح حزب الله في دائرة جبيل الشيخ حسين زعيتر». وحول المرحلة المقبلة، شدّد نصرالله على «(أننا) أمام مرحلة جديدة بالكامل والناس فعلوا ما بإمكانهم أن يقوموا به، والمسؤولية اليوم باتت على عاتق النواب الذين على عاتقهم الوفاء بوعودهم». وأشار الى «(أننا) بتنا في مرحلة أداء المسؤولية وتحمّل الأمانة وأي نائب يتخلى عن ذلك هو خائن للأمانة»، كما أكّد أن «حزب الله سيعمل في الليل والنهار للوفاء بالوعود التي قطعناها في البرامج الانتخابية».
ختاماً، عبّر الأمين العام لحزب الله، عن الشكر والامتنان لكل الذين دعموا الحزب وحلفائه في العملية الانتخابية، وتوجه بالشكر إلى «عوائل الشهداء، والجرحى، وكبار السن... وكل الذين شاركوا». كما رأى أن «أياً كانت النتائج، لا أحد يستطيع إلغاء أحد فهذه هي تركيبة البلد، وإذا كنا نريد البلد ومعالجة مشكلاته علينا التعاون مع بعضنا وربط النزاع». ودعا الجميع إلى «الهدوء، وإذا استمرت الخطابات نفسها قبل الانتخابات، سيؤدي ذلك إلى إعاقة أي إنجاز في البلد... على الناس أن تذهب لتضميد جروحها بعد الانتخابات، والنتائج ستصدر، ويجب أن نستخلص منها العبر». كما دعا إلى «الانتقال لمرحلة جديدة ونتمنى من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التعاون كي لا نذهب إلى موضع الشماتة أو توجيه الاتهامات».