الموضوع: اجتماع دولة نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني بمساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون تمويل الإرهاب والجرائم المالية مارشال بيلنغسلي
بتاريخ 10/4/2019 الساعة 1 بعد الظهر، اجتمع دولة نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني بمساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون تمويل الإرهاب والجرائم المالية مارشال بيلنغسلي في وزارة الخزانة الأميركية. وحضر عن الجانب الأميركي مستشار بيلنغسلي السياسي أندرو غالاتشي. كما شارك في الاجتماع الزميل المستشار وائل هاشم. وتم تناول المواضيع التالية:
الوضع المالي والاقتصادي العام وتعزيز المؤسسات ودور حزب الله
اعتبر السيد بيلنغسلي أن الولايات المتحدة ذهبت بالاتجاه الصحيح في التعاطي مع حزب الله الذي يمثل سرطاناً داخل البنية السياسية اللبنانية والمجتمع اللبناني. ومن المؤسف أن يكون الحزب قادراً على الدخول إلى النظام المالي اللبناني واستعمال الأموال من خلال حسابات مصرفية.
وتابع بيلنغسلي بأنه من المؤسف أن تشكيل الحكومة اللبنانية تطلّب تسعة أشهر مما أدى إلى خسارة المزيد من الناتج المجلي الإجمالي GDP.
اعتبر دولة الرئيس حاصباني أن التحدي يتمثل في كيفية التعاطي الداخلي اللبناني مع هذا الواقع الاقتصادي والمالي الدقيق في ضوء الإمكانيات المحدودة وآلية التأثير على القرار في ظل التوازن بين الديمقراطية والقوة على الأرض.
رد السيد بيلنغسلي بأن الولايات المتحدة تُحمّل الطائفة المارونية والسياسيين الموارنة المسؤولية عن تضخم حجم حزب الله ودوره، وأسف لدور فخامة رئيس الجمهورية ومعالي وزير الخارجية والمغتربين في هذا المجال.
كما أعلم السيد بيلنغسلي بأن لا نية لفرض عقوبات على دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، خلافاً لما تداولته بعض الصحف في الأيام الماضية.
رد دولة الرئيس حاصباني بأنه في المقارنة التي أجراها السيد بيلنغسلي، يمكن القول بأن علاج السرطان يمكن أن يتم عبر العلاج الكيميائي أو الشعاعي أو الجراحي الاستئصالي. وان الإكثار من أي نوع من هذه العلاجات الثلاثة قد يضر بصحة المريض، ولعل بعض التوازن قد يكون أكثر فائدة، عدا عن أن أفضل العلاجات هو في الوقاية. وأعرب عن قلقه على المؤسسات، معتبراً أنه كلما تم تعزيزها، كلما بات من الأسهل إدارة من هم خارجها، وللأسف نحن نعاني اليوم في لبنان من تراجع المؤسسات العامة والتخمة في التوظيف في القطاع العام لاكتساب المزيد من المنافع...
أكد السيد بيلنغسلي أن الولايات المتحدة لا تستهدف الطائفة الشيعية كما لا تستهدف المصارف اللبنانية. وتعمل على العلاج الكيميائي الدقيق والهادف، أما بالنسبة للعملية الجراحية فالعقوبات حتماً قادمة.
تعيين نواب حاكم مصرف لبنان
اعتبر السيد بيلنغسلي أن الحفاظ على المؤسسات وتعزيز دورها مهم للغاية وأن تأخير تعيين نواب حاكم مصرف لبنان غير مقبول وهو بمثابة تلاعب ولا يصبّ أبدا في سياق الحفاظ على المؤسسات وتعزيزها. وأكد على الثقة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامه وبنائبه (محمد بعاصيري) وهما يتمتعان بثقته.
أكد دولة الرئيس حاصباني أنّه يتفهم ذلك ولكن هناك مؤسسة أخرى يجب متابعة تعزيزها وهي الجيش اللبناني.
الجيش اللبناني
اعتبر دولة الرئيس حاصباني بأنه قد يكون هناك عناصر في الجيش اللبناني يتعاطفون مع حزب الله، إلا أنه من المهم الحفاظ على المؤسسة العسكرية بالإضافة لحماية القطاع المصرفي من أجل ضمان الاستقرار، وكذلك من المهم تعزيز قوى الأمن الداخلي والمؤسسات الأمنية. ومن المؤكد أن الجيش اللبناني لن يكون له أي دور في مواجهة حزب الله.
أكد السيد بيلنغسلي أنه تحدث إلى القيادة المركزية الأميركية CENTCOM وتأكد من أن ليس هناك من تخفيض للدعم الأميركي للجيش اللبناني، إنما ستبقى الولايات المتحدة قلقة من مساعي حزب الله لتأسيس طرق تدخله إلى الجيش. واعتبر بأن حزب الله أخطأ مع الأميركيين بقتل الكثير منهم.
قطاعا الكهرباء والاتصالات
قال دولة الرئيس حاصباني إن هناك حاجة للعمل على تطوير القطاعات الخدماتية الأساسية ولا سيما الكهرباء والاتصالات. وأوضح أن مجلس الوزراء تبنى بالإجماع خطة الكهرباء وهي سائرة للتطبيق وستعيد عامل الثقة بالحكومة والبلد. ولا بد من العمل على تعيين مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان لحسن إدارة القطاع.
أما القطاع الثاني المهم والذي يجب النظر إليه فهو قطاع الاتصالات، فلبنان هو واحد من 3 دول في العالم لم تخصخص قطاع الاتصالات، ولا بد من العمل على خصخصته لتطويره، وسيعود بعائدات كبيرة على الخزينة العامة يمكن أن تسدد جزءاً من الدين العام وتخفف من خدمة ما سيتبقّى من دين. فسيتم ضخ 6 مليارات دولار يمكن استعمال نصفها لإيفاء جزء من الدين العام وتخفيض خدمته. وقد أبدت شركات Vodafone وOrange الاهتمام وكذلك Saudi Telecom وقد تكون Telefonica مهتمة.
سأل السيد بيلنغسلي عن اهتمام Huawei وEricsson.
أجاب دولة الرئيس حاصباني أن Huawei لا تعمل في تشغيل الشبكات وأن البنية التحتية اللبنانية لا تتلاءم مع تجهيزات Erisccon.
كما أشار السيد بيلنغسلي إلى أن السيد كارلوس سليم لديه شركات اتصالات كبرى، ولعله يكون مهتماً...
الرقابة والتدقيق على عقود البنك الدولي
قال السيد بيلنغسلي بأن بناء الثقة عامل مهم للغاية لحث الدول التي التزمت في مؤتمر CEDRE على تقديم الأموال لتمويل المشاريع، وكذلك لحث البنك الدولي والدول المانحة من خلاله على الالتزام بتعهداتها.
وتابع بيلنغسلي بأنه للأسف هناك شكوك بأن بعض عقود تنفيذ مشاريع البنك الدولي في لبنان يشوبها الفساد ولا بد من تطبيق التدقيق الكامل full audit من قبل البنك الدولي على العقود. فهناك في لبنان تقنية لتيئيس البنك الدولي عند التعاقد لجعله يضع الأموال في العقود غير المناسبة وبأسعار تقارب ثلاثة أضعاف الكلفة الحقيقية.
أضاف السيد بيلنغسلي بأن الولايات المتحدة حثت وزير خارجية إحدى الدول الصديقة على تمويل مشروع في منطقة لبنانية ذات غالبية سكان من الطائفة الشيعية، إلا أن وزير الخارجية هذا قال إن ذلك غير ممكن لأن كل الأموال ستصب لدى حزب الله.
الودائع المصرفية
اعتبر دولة الرئيس حاصباني أن أحد أساليب تعزيز مصرف لبنان يكون من خلال زيادة الودائع المصرفية فيه. أجاب السيد بيلنغسلي أنه سيتكلم مع «الاحتياطي الفدرالي Federal reserve» بالموضوع. تابع دولة الرئيس حاصباني أن هناك مستوى اهتمام كبير من قبل دول الخليج العربية لإيداع ودائع مصرفية في مصرف لبنان، إنما تحتاج هذه الدول إلى التشجيع. وان مثل هذه الودائع ستشكل عاملاً داعماً للاستقرار.
أكد السيد بيلنغسلي بأن الولايات المتحدة ستشجعهم على ذلك.
تابع دولة الرئيس حاصباني بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تواصلت مع حاكم مصرف لبنان وهي الأكثر اهتماماً، خاصة أن هذه الودائع تعود على الدولة المودعة بالفوائد.
سأل السيد بيلنغسلي عن اهتمام قطر بالموضوع. أجاب دولة الرئيس حاصباني بأن قطر وعدت بوديعة بقيمة 500 مليون دولار إلا أنها لم تظهر لغاية تاريخه في السوق.
أجاب السيد بيلنغسلي أنها قد تكون وديعة عبر جهة ثانية أو قد تتطلب وقتاً لتنفذ في السوق.
تابع دولة الرئيس حاصباني بأن الودائع ستشجع الانتشار اللبناني في الخارج على الاستثمار والإيداع في لبنان أيضاً.
العمل على إقرار الموازنة العامة
أوضح دولة الرئيس حاصباني أن المشاورات تنطلق الآن حول الموازنة العامة وهناك الكثير من الخطوات والتدابير التي سيتم تضمينها للإصلاح والحد من الهدر. وهناك سلسلة من الأفكار التي يمكنني أن أشاركها معكم عبر البريد الالكتروني حول ما يمكن فعله بما فيه خصخصة قطاع الاتصالات.
ملف الغاز والنفط وحدود المنطقة الاقتصادية الخالصة
رداً على سؤال السيد بيلنغسلي، اعتبر دولة الرئيس حاصباني أن ملف الغاز والنفط سائر في الوجهة الصحيحة، وان لبنان يتوقع أن تذهب المداخيل الفورية إلى صندوق سيادي يمكن استثمار أمواله خارج لبنان، فالعائدات لن تدخل إلى الخزينة العامة، إنما ستتأثر الخزينة مباشرة بصورة إيجابية من جراء تحصيل الرسوم.
اعتبر السيد بيلنغسلي أن هناك الكثير من الإمكانيات لصالح لبنان وأنه من الضروري التواصل مع القبارصة لكيفية حجز موقع للبنان في خط أنابيب غاز شرق المتوسط East Meditteranean Gas Pipeline، بينما يشارك الإسرائيليون فيه، وإلا فسيترك لبنان وحيداً خارج الخط.
رد دولة الرئيس حاصباني بأن آلية التراخيص سائرة إلا أن القيام بنشاطات مشتركة مع اسرائيل سيكون تحدياً، وأن الروس سيحرصون على إبقاء الخط الممتد من قطر عبر سوريا إلى أوروبا تحت رقابتهم وقد تحدث عن هذه المواضيع في كتاب نشره عام 2013 بعنوان «الشرق الأوسط في 2030».
وختم بأن لبنان أطلق دورة التراخيص الثانية للآبار ولم يعد بعيداً عن اكتشاف الغاز، حيث يمكن أن يتم ذلك خلال سنة ونصف إلى سنتين...
وزير الصحة العامة ووزارة الصحة العامة
أبدى السيد بيلنغسلي القلق من تولي وزير تابع لحزب الله وزارة الصحة العامة وقال إن معلومات بلغته نفت انتماء معالي الوزير جميل جبق للحزب.
أجاب دولة الرئيس حاصباني بأن الوزير جبق لا ينتمي إلى حزب الله وأنه حريص على استقلاليته. وأعلم بشأن قلقكم من إمكانية تمرير التمويل للحزب بواسطة هذه الوزارة، إنما أؤكد لكم أنه لا يمكن فعل ذلك، فهناك حوالي مليون لبناني دون أي تأمين صحي يتطببون على حساب وزارة الصحة وهناك حوالي 200.000 إلى 300.000 حالة دخول مستشفى سنوياً تغطي الوزارة كلفتها، ويضاف إليها مرضى السرطان والأمراض المزمنة.
بيلنغسلي: الرواتب وسن التقاعد في لبنان يسببان زيادة العجز
وأكد دولة الرئيس أن كل آليات الدفع خاضعة لرقابة الحكومة باستثناء الجزء المتعلق بمشروع يموله البنك الدولي. وكنت قد عملت خلال تولي وزارة الصحة العامة على وضع نظام علمي لتوزيع الأموال على المستشفيات، إلا أنني لم أتمكن من عرضه للتصويت عليه في مجلس الوزراء وعانيت من حملة إعلامية كبيرة ضدي ما زالت تداعياتها تخرج للعلن من وقت آخر.
تهريب الأدوية الإيرانية والسعي لإدخالها إلى الأسواق اللبنانية
أبدى السيد بيلنغسلي القلق من احتمال قيام وزير الصحة بشراء الأدوية من إيران او اتساع تهريب هذه الأدوية إلى لبنان. أكد دولة الرئيس حاصباني، من موقع توليه وزارة الصحة العامة في الحكومة السابقة، بأن أي شركة صناعة دواء إيرانية لم تتمكن من تسجيل أدويتها في لبنان للبيع في السوق اللبناني لأنها عجزت عن الالتزام بالمعايير المفروضة، وأن جمهور حزب الله لا يهتم حتى بشراء الأدوية الإيرانية وأن حجم السوق المحلي يقارب 1.6 مليار دولار...
النازحون السوريون
قال دولة الرئيس حاصباني إن:
- ليس من حل سياسي في المدى المنظور في سوريا ولا يمكن للبنان الانتظار لحين تحقيق الحل السياسي لحل أزمة النازحين وتحقيق عودتهم إلى ديارهم؛
- وتابع بأن تأمين العناية الصحية والتربية للنازحين السوريين بنوعية أفضل مما يتم تأمينه لبعض اللبنانيين خلق حالة من التوتر بين النازحين والمجتمع المحلي المضيف؛
- وقد ضاعف من التوتر بين المجتمع المحلي والنازحين استفادتهم من الكهرباء (400 ميغاوط بمقدار انتاج معمل انتاج كامل) والخدمات الأخرى مجانا؛
- وبالعودة إلى التاريخ، فقد مرت 35 سنة على وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان قبل بدء المشاكل ولكن قد تبدأ المشاكل مع النازحين السوريين قبل ذلك والمنطق هو أن عودتهم الأبكر هي الأفضل والنقاش هو فيما إذا يجب أن تكون العودة إرادية أم مفروضة؛
- وتابع بأن المفوضية العليا للاجئين بدأت تحول الخدمات الصحية للنازحين إلى شركات تأمين ويمكن تزويدهم بنفس الخدمات في سوريا بكلفة أقل وبالتعاون مع منظمات غير حكومية تعمل داخل سوريا مما يقدم لهم حوافز على المغادرة بدلاً من البقاء في لبنان؛
- كما يجب علينا ان نتفق مع الروس على إقامة مناطق آمنة يعود إليها النازحون داخل الحدود السورية دون أن يكونوا خاضعين للنظام السوري مباشرة ونحن نعلم أن النظام لا يريدهم أن يعودوا...
- ويبقى القول إن الأمم المتحدة لن تعلن أبداً أي منطقة آمنة لتشجيع اللاجئين على العودة...
سلسلة الرتب والرواتب والتقاعد
أشار السيد بيلنغسلي إلى الرواتب وسن التقاعد في لبنان كسبب في زيادة العجز. أجاب دولة الرئيس حاصباني بأن هناك أفكاراً مختلفة للاصلاح تختلف باختلاف الأحزاب.
ختم السيد بيلنغسلي بالإطمئنان إلى صحة دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اثر العملية التي خضع لها مؤخراً.
للتفضل بالاطلاع وقبول الاحترام.
السفير كبريال عيسى