منذ قرار عدم المشاركة في حكومة الرئيس حسّان دياب، والخطاب الأخير للنائب سليم سعادة في المجلس النيابي، يتمايز الحزب السوري القومي الاجتماعي في إعلان مواقفه من التطوّرات في البلاد.بالأمس، أعلن الحزب قراراً بحجب الثقة عن حكومة دياب، كخطوة تالية بعد قرار عدم المشاركة، مع انتقادات قاسية صدرت عن الحزب في بيان، حول «آلية تشكيل الحكومة والإمعان في منهج المحاصصة الطائفية» واعتراضاً على «خلو البيان الوزاري من خطة إنقاذية وأي إشارة إلى العلاقة مع الحكومة السورية...».
وليس خافياً أن أبرز أسباب رفض الحزب المشاركة في الحكومة، هو الـ«فيتو» الذي وضعه رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل على تمثيل الحزب بشخصية «مسيحية»، وجاء في سياق «سلوك طويل من محاولات الإقصاء الذي يمارسه باسيل تجاه القوميين، بعقلية احتكار تمثيل المسيحيين».
بالنسبة إلى مصادر مقرّبة من رئيس المجلس الأعلى للحزب النائب أسعد حردان، فإن «القرار نابع من اقتناع الحزب أن ما بني على أساس المحاصصة الطائفية وعقلية الاستئثار، لا يمكن أن ينتج حلولاً إنقاذية، لأن الإنقاذ يتطلّب عقلية جديدة لا مكان فيها للتقسيمات الطائفية والمذهبية». وتضيف المصادر أن «هذه العقلية الإلغائية كُرست في الحكومة الماضية، وكان لدى الوزير باسيل 11 وزيراً، ولم تنتج أي حل بل فاقمت الأزمة، وحين كان يجب أن تواجه انكفأت، وتركت البلاد للفوضى». وانتقدت المصادر آلية التشكيل في الحكومة الماضية وفي الحكومة الحالية، مشيرةً إلى أن «الأرقام لا تهمّ، لأن القوي بعدد نوابه عليه أن يحرص على تمثيل الضعفاء وجميع اللبنانيين للاشتراك في حلّ الأزمات وتحديد مصير البلاد، والحزب السوري القومي الاجتماعي قوّة وطنية عابرة للطوائف وعلى مدّعي الإصلاح أن يحرصوا على تمثيلها في هذا الوقت العصيب».
وحول البيان الوزاري أكّدت المصادر أنه «لا يقدّم أي بديل عن السياسات الاقتصادية التي أوصلتنا إلى هذه الأزمة، ولا يعبّر عن رفض الخضوع للإملاءات الاقتصادية الخارجية. لماذا التمسك بـ«ماكينزي» والإصرار على إغراقنا في الديون عبر «سيدر» الذي لا يلحظ أي علاج لأزماتنا الحالية ويخضعنا للمزيد من التدّخلات الخارجية»؟ وتضيف: «كنّا ننتظر من الحكومة الجديدة أن تبدأ بمعالجة الخلل الرسمي بالعلاقة مع سوريا، التي لا يمكن أن يقوم الاقتصاد اللبناني إلّا على أسس تعاون اقتصادية وثيقة معها. لكن فوجئنا بأن حكومة دياب، على الأقل في بيانها الوزاري، تتبنّى نهج حكومة الحريري تجاه سوريا. البعض في لبنان يريد أن يحصل على مكاسب من سوريا بالقطعة وعبر الشركات ورجال الأعمال، ويهرب من اتخاذ خطوات فعلية نحو بناء اقتصاد حقيقي في لبنان مع عمقه الجغرافي مثل أي اقتصاد في العالم».
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن سلسلة اتصالات أجراها القومي بحلفائه في قوى 8 آذار، ولا سيّما حزب الله، الذي عبّر عن احترامه موقف الحزب، فيما تضمّن بيان القومي أمس إشارة واضحة إلى «حلفاء المصير ورفاق درب على طريق المقاومة». النائب سليم سعادة سيشارك وحده من «الكتلة القومية» في جلسة مناقشة البيان الوزاري، ويستكمل خطابه السابق بمطالعة اقتصادية ومالية، ثمّ ينسحب من الجلسة.