ميقاتي أبلغ جمعية المصارف أن الكل سيتحمّل مسؤوليته من الخسارة
لم تحصل «لازار» على الأرقام من وزارة المال أو من مصرف لبنان بعد، لكنّها تسلّمت تقديرات «غير رسمية» من خبراء ماليين واقتصاديين بأنّ الخسائر أصبحت بحدود الـ60 مليار دولار على رغم كلّ الإجراءات التي اتّخذها سلامة والمصارف لإطفاء خسائر المصارف وتنظيف ميزانياتها. لكن الأمر قد لا يكون متصلاً بتحديث الأرقام فقط، فالرئيس نجيب ميقاتي يهمس سرّاً غير ما يقوله علناً. في العلن يشير إلى «تحديث أرقام الخطة السابقة». أما في اللقاءات المُغلقة، فهو يُعبّر عن توجّه لوضع خطّة جديدة تتضمن أرقاماً جديدة ومعالجة مجدّدة لتوزيع الخسائر. فهو طلب من «لازار» خلال الاجتماع الذي عُقد بينهما في نهاية أيلول، تقديم رؤية «واقعية وقابلة للتطبيق»، بحسب المعطيات المتداولة بين المعنيين. إلا أنّ مصادر ميقاتي تنفي ذلك، مُعتبرةً أنّ كلّ التعديلات مرتبطة بتغيّر الأرقام والوقائع بعد سنتين، «وما شدّد عليه مع «لازار» أنّها كانت تُحمّل المودع الجزء الأكبر من الخسارة، وهذا يجب أن يُعدّل». وتُضيف المصادر أنّ رئيس الوفد سعادة الشامي ينتظر الأرقام من وزارة المال «ويحظى بكامل دعم ميقاتي، ليضع خطّة لا تستثني معالجة وضع القطاع المصرفي، إنما بدقّة وحذر». مع الإشارة إلى أنّه وعلى العكس من التضليل الممارس عن الخطة السابقة (على رغم تضمنها عللاً رئيسية، وأبرزها إنشاء الصندوق السيادي وطرح التفاوض مع صندوق النقد كخيار حتمي ووحيد)، فإن النسبة الأكبر من الخسائر فُرضت على أصحاب المصارف وكبار المساهمين والودائع التي يفوق حجمها الـ500 ألف دولار، وليس على «عامة المودعين» الذين احتُجزت أموالهم وأُفقدت قيمتها مع الانهيار النقدي، ثمّ في تعاميم مصرف لبنان، وتلكؤ مجلس النواب عن إقرار قانون الكابيتال كونترول والتشريعات اللازمة.
بين تأخر وزارة المال عن تحديث الأرقام، وبين العرقلة التي تمارسها اللجنة في حجب خبيرين عن الاجتماعات، يبدو الهدف الظاهر تأخير التفاوض مع صندوق النقد وممارسة الضغوط التي لا تفيد إلا المصارف. فالبطء الذي تتعامل فيه اللجنة مع حالة الطوارئ المالية والاقتصادية والنقدية التي تؤثّر بشكل بالغ في المجتمع، لا يشي بإيجابية. الفاتورة التي يدفعها الناس تتعاظم... كل ذلك يصبّ في مصلحة المصارف التي التقت ميقاتي أمس وأصرّت أمامه على أنها «غير مسؤولة». ميقاتي أبلغها بأنها ستكون شريكاً في الخطّة وأن «الجميع سيتحمّل مسؤوليته من الخسارة».