يصل إلى لبنان، اليوم، الموفد الأميركي الرئاسي عاموس هوكشتين لمتابعة بدء عمليات التنقيب في البلوك الرقم 9، وعرض إدارة وساطة جديدة تستهدف إنهاء ملف الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة.وأعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أن هوكشتين سيلتقي الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزف عون لمواكبة بدء أعمال التنقيب في البلوك الرقم 9 واستخراج الغاز، وأن الهدف الثاني من زيارته «العمل على ملف تثبيت النقاط السبع العالقة في الحدود البرية المرسّمة بالنسبة إلينا. وهو سيزور أيضاً الأراضي المُحتلة لتسهيل عمل اللجنة التقنية بإشراف الجيش». وقال بو صعب إن «موقف لبنان واضح بأن النقطة B1 محسومة منذ عام 1923 ونتمنى أن ينجح في إيجاد حل للنقاط البرية العالقة كما نجح في ترسيم الحدود البحرية».
ولفت بو صعب إلى أن الموفد الأميركي «سيُساعد في ملف الغاز المصري، وستعطي الإدارة الأميركية جوابها في بداية أيلول للبنك الدولي بشأن قرض الغاز المصري للبنان، بعد النقلة النوعية المشجّعة في كهرباء لبنان وتحسين الجباية فيها، ما أعطى أملاً بزيادة ساعات التغذية».
وبحسب مصادر مطّلعة، سيُعقد اجتماع موسّع اليوم في مكتب رئيس الحكومة سيبلّغ خلاله ميقاتي الضيف الأميركي بأن لبنان لا يعتبر أنه يدخل في مفاوضات لترسيم الحدود، وأن ما يريده هو أن تلزم الولايات المتحدة إسرائيل بالانسحاب من كل النقاط التي بقيت تحت الاحتلال، و«ما يجري لا يتجاوز حدود إظهار الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلة كما كانت عليه قبل قيام كيان الاحتلال».
ومع أن الموفد الأميركي متفائل بقدرته على إنجاز اتفاق سريع، استناداً إلى ما توصّلت إليه مداولات الأمم المتحدة بشأن التجديد لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب. إلا أنه يتعامل بحذر حتى لا يقع تحت الضغط كما حصل في الملف البحري، وهو أبلغ أحد المسؤولين اللبنانيين بأنه «يريد إنجاز الأمر سريعاً، ويرغب بألا يتم تكبيله بشروط كثيرة كما حصل في الملف البحري». ونقل المسؤول اللبناني عن هوكشتين قوله ما معناه بالعربية: «لا تعذّبوني كالمرة الماضية».
غير أن العدو، من جهته، يستهدف من ملف الحدود البرية ترتيبات تنطوي على ضمانات أمنية على طول الحدود، مع تعزيز انتشار القوات الدولية في نقاط محددة. علماً أن العدو يعتبر أن النقاط الـ 13 المتنازع عليها مع لبنان منذ عام 2000، أو تلك التي استجدّت بعد عدوان 2006، لا يمكن حلها وفق النظرة اللبنانية. وهو مؤشر سلبي قد يقود إلى عدم حصول اتفاق سريع. علماً أن لبنان يحتاج إلى تثبيت أحقيته في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا، وهو يرفض المطالعة الإسرائيلية المدعومة أميركياً بأنها أراضٍ سورية.
ويتوقّع مطّلعون أن يعمد الجانب الأميركي من خلال جوقة محلية إلى تحويل الأنظار عن الاحتلال الإسرائيلي لهذه المنطقة، برفع مطلب ترسيم الحدود البرية مع سوريا كما يحصل جنوباً، وهو أمر ليس على جدول أعمال المعنيّين بالأمر في بيروت.
وأمس، تلقّت قيادة اليونيفل في الناقورة إشعاراً لاستقبال الوسيط الأميركي. وتبلّغت القيادة بأنه سيعرج على الناقورة ويستمع منها إلى التقارير العملانية لمهماتها الميدانية. ومنها سينتقل بالمروحية إلى منصة التنقيب في البلوك الرقم 9 المقابل للساحل الجنوبي، وليس مؤكداً إن كان سيجول بالمروحية على الخط الأزرق كما فعل سابقاً.
يشار إلى أن ملف الحدود البرية، نوقش في الاجتماع الثلاثي الأخير في رأس الناقورة بين ممثلين لجيش العدو وممثلين للجيش اللبناني بحضور قائد القوات الدولية الجنرال لاثارو. وتم التوافق على استكمال التفاوض حول النقاط الـ 13 المتحفّظ عليها، ومطالبة لبنان بإظهار حدوده وتثبيت أحقيته بتلك النقاط التي كانت ثلاثاً خلال ترسيم الخط الأزرق عام 2000 وصارت 13 بعد عدوان تموز 2006.
الترسيم البري أثير مجدّداً بعد إتمام الترسيم البحري. السفيرة الأميركية دوروثي شيا زارت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وطالبته بالترسيم البري. وقال مصدر مطّلع إن الخطة الإسرائيلية لمعالجة النقاط المتحفّظ عليها تركّز على حل مشكلة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بشكل خاص لسحب الذرائع من المقاومة لعدم التواجد بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة. ويصوّب العدو على مراكز جمعية «أخضر بلا حدود» المنتشرة في بعض النقاط المتحفّظ عليها منها خراج رميش، ويهدف من تسوية النقاط المتحفّظ عليها إلى تأمين منطقة آمنة عازلة عند الحدود.