شكّلت الساعات الأربع والعشرون الماضية نقطة مفصلية في مسار المواجهة بين المقاومة وجيش العدوّ على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة. وقد بدأ حزب الله عملياته بضرب ثكنة دوفيف، وأنهاها بثكنة زرعيت، موقعاً أكثر من 30 إسرائيلياً بين قتيل وجريح، بحسب آخر اعتراف لجيش العدو مساءً. افتتح المقاومون العمليات عندما استهدفوا بصواريخ موجّهة قوة لوجستية عبارة عن جرافة وفِرق تابعة لجيش الاحتلال كانت بِصدد نصب أعمدة إرسال وأجهزة تنصّت وتجسّس ‏في تجمّع مُستحدث قرب ثكنة دوفيف، ما أدى إلى تدمير ‏القوة ومقتل طاقمها ووقوع عددٍ من الإصابات المؤكدة بين الجنود الموجودين حولها بين قتيل وجريح.‏ واستهدف المقاومون تجمعاً لأفراد ‏العدو في مثلث الطيحات ورويسة العاصي بالأسلحة المناسبة وحقّقوا فيه إصابات ‏مؤكدة. كما استهدفوا تجمّعاً لمشاة ‏العدوّ في بركة ريشا بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيه إصابات مؤكدة، قبل أن يستهدفوا ثكنة زرعيت ‏بقذائف المدفعية ويحقّقوا فيها إصابات مباشرة.‏
بدورها، أعلنت «كتائب القسّام - لبنان» مسؤوليتها عن «قصف شمال حيفا ومغتصبتي شلومي ونهاريا شمال فلسطين المحتلة بعدة رشقات صاروخية مركّزة ردّاً على مجازر الاحتلال وعدوانه على أهلنا في قطاع غزة».
المشاهد التي وزعها الإعلام الحربي في حزب الله لاستهداف جنود العدو وتجهيزاته، ساهمت في تعميق الصدمة التي تلقّاها أمس، وخصوصاً أن أعداد القتلى والجرحى كانت ظاهرة في المشاهد، ما صعّب على العدو نكرانها، فضلاً عن إخفائها. رغم ذلك، تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن عدد كبير من «الإصابات» في صفوف جنوده وضباطه وصلت إلى 30، كحصيلة لمواجهات يوم أمس، من دون أن يقدّم تفاصيل إضافية. إلا أنه أقرّ بأن الضربة التي نفذها حزب الله في «دوفيف» كانت موجعة.
أكثر من 30 إسرائيلياً بين قتيل وجريح بحسب اعتراف العدو


في الأثناء، حفلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالكثير من التقارير والمواقف التي حاولت استكشاف أو اقتراح شكل المواجهة مع حزب الله بعد «النزال الكبير» أمس. فنقلت القناة 12 العبرية عن المراسل العسكري نير دفوري قوله إن إسرائيل «تستعد لردّ مختلف على هجوم حزب الله هذا الصباح في دوف»، مشيراً إلى أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي «يطالب بردّ قوي، ويقول إن الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو». بدوره، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي في مؤتمره الصحافي اليومي إن «الحكومة اللبنانية واللبنانيين يتحملون المسؤولية عن أفعال حزب الله».
وفيما كان الاتجاه الإسرائيلي قد تغيّر منذ ما بعد ظهر أمس صوب الضغط السياسي والإعلامي على لبنان ربطاً بالتطورات الأخيرة على جبهته الجنوبية، كانت تقارير إعلامية عبرية تعتبر أن «حالة التصعيد عند الحدود الشمالية تستمر على الإيقاع الذي يريده نصر الله، فهو يتبنّى معركة استنزاف ضد الجيش الإسرائيلي وإبقاء المستوطنات عند الحدود فارغة، حيث ظهر جليّاً هذا الأسبوع أن حزب الله صعّد من خلال إرسال طائرات انتحارية أوقعت إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي».
وانتقدت وسائل إعلامية عبرية وزير الحرب يؤاف غالانت الذي «لم يكن أمامه سوى إطلاق المزيد من التهديدات ضد حزب الله، فيما عليه أن يعلم أن الكلام لن يعيد المستوطنين إلى كريات شمونة»، متخوّفة من حقيقة أن «حزب الله يستخلص الدروس من خلال التصعيد القائم على الحدود الشمالية ويحسّن طريقة عمل الفرق المضادة للدروع، ويدخل أسلحة إضافية في المعركة مثل صواريخ بركان الثقيلة جداً».
إلى ذلك، أعلن حزب الله أمس استشهاد اثنين من مقاتليه، هما: حسين علي حرب من بلدة سحمر البقاعية، وجواد حسام البزال من بلدة البزالية البقاعية.