مع شيوع أخبار الاشتباكات بين الجيش ومسلحي أحمد الأسير، بدأ التوتر المبرمج يعمّ الطرقات والأحياء من الشمال إلى البقاع إلى مدينة بيروت. ومنذ ساعات بعد الظهر، بدأ مناصرون لتيار المستقبل والتيارات السلفية في بيروت تنظيم مسيرات جوالة على الدراجات النارية، مطلقين هتافات مناهضة للجيش وحزب الله ومناصرة للأسير. وقطع شبّانٌ بالإطارات المشتعلة وحاويات النفايات مدخل بيروت الجنوبي عند المدينة الرياضية، وكورنيش المزرعة بالاتجاهين مقابل جامع عبد الناصر، وكذلك طريق فردان عند تقاطع دار الطائفة الدرزية وطريق قصقص ـــ رأس النبع. ودار بين الجيش وشبان وملثمين مطاردات وكرّ وفرّ، حيث أعاد الجيش فتح الطرقات أكثر من مرّة، ومن ثم أعاد الشّبان قطعها.
وعلمت «الأخبار» أن استنفارات مسلّحة عمّت الطريق الجديدة في أكثر من حي، لاسيما «زاروب الديك» وصبرا.
وفي البقاع، عمد شبانُ وملثمون إلى قطع طرقات سعدنايل ـــ الفرزل بالإطارات المشتعلة وحاويات النفايات، وطريق قب الياس ـــ عميق، وساحة شتورا وخط بيروت ـــ دمشق الدولي عند نقطة المصنع مع ظهور مسلحين ملثمين.
وعلى الخطّ الساحلي، استطاع الجيش منع شبان وملثمين في حارة الناعمة من قطع طريق الجنوب الدولي عند جسر الناعمة أكثر من مرّة. وعلمت «الأخبار» أن عدداً من مثيري الشغب عمدو إلى القاء الحجارة على سيارات المارة من فوق جسر الناعمة، قبل أن يتدخل الجيش ويطاردهم إلى داخل الاحياء في حارة الناعمة. وأفيد أنه تم الإعتداء بشكل مبرح على بعض العابرين، وقد نقل شخصان من آل حجازي الى المستشفى بعد تعرضهما لهجوم من مسلحين والاعتداء عليهم بالضرب. ومنع الجيش كذلك عدداً من مثيري الشغب من قطع طريق الجنوب الدولي في خلدة، وعلمت «الأخبار» أن عناصر من الجيش وبلدية عرمون فرقوا تجمعات لمناصري تيار المستقبل وتيارات سلفيّة في دوحة عرمون قرب التمثال (شارع مريم). كما عمد عدد من مناصري المستقبل إلى التجمع في دوحة بشامون نصرةً للأسير، من دون أسلحة ظاهرة.
ولم تنتظر طرابلس كثيراً حتى تتجاوب مع ما يحصل في صيدا. إذ قطع عشرات الشبان والمسلحين شوارع المدينة بالإطارات المشتعلة، في ساحة عبد الحميد كرامي وتقاطع إشارة شارع عزمي وشارع المئتين، مروراً بمناطق القبة والمنكوبين وأبي سمراء ودوار نهر أبو علي والبداوي. وكان لافتاً قطع الطريق أمام فندق «كواليتي إن» في منطقة المعرض الحديثة، والتي اعتادت أن تبقى بعيدة نسبياً عن أجواء التوتر والاشتباكات في السابق.
وترافق قطع الطرقات مع قيام شبان على متن دراجات نارية بالتجول في أغلب شوارع طرابلس مطلقين النار في الهواء. وأجبر مثيرو الشغب المواطنين على إقفال محالهم التجارية في شارع المقاهي الجديدة في منطقة الضم والفرز الحديثة في المدينة عبر إطلاق الرصاص في الهواء، ما دفع بالمواطنين والزبائن إلى الهرب.
لكن التطور الأمني الأبرز سجل عند دوار نهر أبو علي، عندما أقدم مجهولون على دراجات نارية على إطلاق النار باتجاه مركز للجيش في المنطقة. ولاذ المسلحون بالفرار بعدما رد عليهم عناصر الجيش، من غير أن يسجل سقوط ضحايا أو جرحى، لكنه مثل تطوراً نوعياً وغير مسبوق، لجهة استهداف مراكز وعناصر الجيش على هذا النحو في المدينة.