منذ صبيحة يوم الأحد الماضي وصحف العاصمة الإسبانية لم توقف حربها على المدرب التشيلياني مانويل بيلليغريني، مصوّبةً على أنه السبب الرئيسي وراء خسارة ريال مدريد أمام غريمه الأزلي برشلونة في «إل كلاسيكو» الدوري الإسباني لكرة القدم
شربل كريّم
تعددت العناوين واختلفت الآراء في مستوى ريال مدريد في القمة التي جمعته وبرشلونة، لكن أصابع الاتهام أشارت إلى شخصٍ واحد دون سواه، هو المدرب مانويل بيلليغريني، ما يزيد الضغوط عليه في فترة حساسة لأن أي زلّة قدم للفريق الملكي ستجعله يخسر السباق إلى اللقب المحلي الذي يمثّل أمله الوحيد لعدم الخروج خالي الوفاض في نهاية موسم كلّف قبل انطلاقه الرئيس فلورنتينو بيريز 250 مليون يورو. ويلفت عدم إدراك هذه الصحف المنحازة إلى الفريق الابيض إلى أن انتقاداتها تضرّ ريال مدريد أكثر مما تنفعه، وخصوصاً بعدما بدا أن اللاعبين تأثروا بما كتب في اليوم التالي للقاء أكثر من تأثرهم بالهدفين الصاعقين اللذين سجلهما الأرجنتيني ليونيل ميسي وبدرو رودريغيز.
لكن رغم التحليل الفني الذي نشرته بعض الصحف وأصاب المشكلات الفنية على أرض الملعب، فإن هناك صحفاً أخرى كتبت أشياء ظالمة بحق بيلليغريني، لا بل كلمات سخيفة تبرئ ساحة الإدارة وتلقي باللوم على المدرب بشأن الحال التي وصل إليها فريقه المليء بالنجوم.
وأكثر التعليقات الخاطئة كان ما كتبه الصحافي الإسباني غيليم بالاغيه (شبكة سكاي سبورتس) في عموده الخاص في صحيفة «آس» الواسعة الانتشار، إذ قال: «يصعب التفكير في أن بيلليغريني هو الرجل المناسب لقيادة مشروع فلورنتينو بيريز».
«مشروع فلورنتينو بيريز»، فعلاً هي عبارة يفترض التوقف عندها، لأن كلمة المشروع الناجح سقطت مع خروج «الميرينغيز» من مسابقتي الكأس المحلية ودوري أبطال أوروبا، إذ إن الرئيس العتيد كان قد وعد بجلب الثلاثية إلى «سانتياغو برنابيو» من دون أن يأخذ في الحسبان استراتيجياته السابقة التي حاكها بالآلية نفسها ولقيت الفشل الذريع في فترةٍ ما.
عن أي مشروع يتحدثون؟
بدا في الصيف الماضي أن بيريز آتٍ لجعل ريال مدريد فريقاً لا يقهر، وخصوصاً بعدما عاد إلى السير على درب التقليد القديم مستقطباً النجوم من كل حدب وصوب. وبيريز رأى هنا أن مجيء البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا والفرنسي كريم بنزيما وغيرهم، سيوفّر أموالاً أكبر لريال من خلال بيع القمصان في فترةٍ أولى، ثم حصد المبالغ الأكبر مع الحصول على الألقاب في نهاية الموسم، بانتظار قضاء صيفٍ هادئ يخطط خلاله مع «يده اليمنى» الأرجنتيني خورخيه فالدانو كيفية ضمّ الفرنسي فرانك ريبيري من بايرن ميونيخ الألماني وكابتن أرسنال الإنكليزي سيسك فابريغاس و«دينامو» وسط فالنسيا دافيد سيلفا. هذا كان مشروع بيريز ـــــ فالدانو. هو مشروع طموح من دون شك، لكن خطأهما الذي لم يُحكَ كثيراً عنه في العلن كان عدم أخذ الرأي الفني الخاص ببيلليغريني بشأن إذا ما كان فعلاً بحاجة إلى دمج النجوم دون سواهم في تشكيلته.
ببساطة، الفاشل هنا هو الدماغ الإداري الخاص بالرئيس، لا نظيره الفني الخاص بالمدرب، إذ إن الأول نسي ربما أنه لا يمكنه إدارة نادٍ كروي بالطريقة نفسها التي يدير بها إحدى شركاته التجارية!
لائحة خلفاء بيلليغريني
لم تتوقف هذه الصحف عند إعدام بيلليغريني، بل بدأت تسمي خليفة له، واضعةً لائحة قصيرة تضمّ اسم مدرب ليفربول الإنكليزي، رافايل بينيتيز، وأرسنال، الفرنسي أرسين فينغر، وإنتر ميلانو بطل إيطاليا، البرتغالي جوزيه مورينيو.
لكن يقول المنطق إنه يفترض استبعاد الأول عن هذه الدائرة، وخصوصاً أن الفرق التي أشرف عليها لعبت كرة مملة (رغم النتائج الجيدة)، وهذا أمر غير مرحّبٍ به عند جمهور العاصمة الإسبانية المتعطّش دائماً للاستعراض.
من جهةٍ ثانية، يقال إن فينغر لا يفضّل الانتقال إلى الريال لأنه يحب العمل بحرية، وهناك سيكون مقيّداً بأهواء بيريز وفالدانو. أما مورينيو، فقد يكون الأقرب إلى العاصمة الإسبانية، وخصوصاً أنه أبدى رغبته في العودة إلى «الليغا» حيث عمل في بداياته مترجماً للإنكليزي الراحل «السير» بوبي روبسون في برشلونة. وقد يكون فقدان إنتر للقب الـ«سكوديتو» مخرجاً له للرحيل إلى بلاد الأندلس سعياً وراء إكمال سلسلة من الألقاب في البطولات الوطنية بعدما توّج بألقاب البرتغال مع بورتو، إنكلترا مع تشلسي، وإيطاليا مع إنتر ميلانو.


100 مليون يورو من قميص رونالدو

عوّض ريال مدريد مبلغ الـ 94 مليون يورو التي دفعها من اجل التعاقد مع كريستيانو رونالدو، اذ بحسب صحيفة «أ بولا» دخلت خزينة النادي الملكي 100 مليون يورو من جراء بيع قمصان اللاعب رقم 9 في «سانتياغو برنابيو» والمحل الرسمي الواقع في بلازا دل سول، حيث كان قميص رونالدو الاكثر طلباً من قبل المشجعين.