جوزيه مورينيو يثير المشاكل والمتاعب مجدداً. فها هو مدرب انتر ميلانو، يدخل في مواجهة مع الصحافة الرياضية في ايطاليا. ما كان يحدث في بلاد الانكليز يتكرر اليوم عند الطليان... فهذا هو مورينيو
حسن زين الدين
لا يتعب جوزيه مورينيو. ما زال هذا المدرب البرتغالي، الكاريزماتي والحاد الطباع، يثير الجلبة والجدل أينما حلّ. لا يفرق إن كان مدرباً في بلاد الانكليز أو في بلاد الطليان، ففي أي بقعة تطأها قدماه سيفتعل المشكلات، ويكثُر «القيل والقال» حول شخصيته ومزاجيته. سترتسم علامات الدهشة والحيرة حول تصاريحه النارية والمثيرة، التي لا تُستثنى منها حتى لحظات انتصار فريقه انتر ميلانو. أتعب الجميع وأرهقهم، وها هو أخيراً يجلب «وجع الرأس» لرئيس ناديه ماسيمو موراتي، الباحث عن مجد أوروبي ضائع للـ«نيراتزوري» منذ 44 عاماً، إذ إن تصريحات مورينيو في الآونة الأخيرة وأسلوب تعاطيه مع المراسلين أثارا امتعاض رابطة الصحافيين الرياضيين الايطاليين، التي حثّت موراتي على وضع حد لمدربه.
لكن كيف بإمكان موراتي أن يتصرف حيال مدرّب اعترف، أول من أمس، بأنه وجّه اهانة لأحد المراسلين وبأنه لا يستطيع البوح بها، وأكثر من ذلك بأنه لن يعتذر، قائلاً: «لن أتقدم باعتذار علني لأن الموقف لم يكن عاماً بل كان موقفاً خاصاً. عندما أقف أمامه كالرجال سأتمكن من الحديث إليه وإنهاء هذه القصة. ربما بشيء من الفكاهة، أتوقع منه هدية في عيد الميلاد»! ما الذي يستطيع فعله موراتي ازاء مورينيو الذي قام بهذا التصرّف وهو خارج من ملعب المباراة أمام اتلانتا، بعدما كان في عداد المتفرجين بعد توجيه الاتحاد الايطالي عقوبة الإيقاف بحقه مباراة واحدة، بسبب طرده من المباراة السابقة أمام يوفنتوس لاعتراضه على قرارات الحكم.
لا بد لموراتي في هذه الحالة من الرجوع الى أرشيف مدرّبه، لكي يطّلع بإمعان على مشاغبات هذا الأخير. سيتذكر عندها أن مورينيو هو من افتتح له الموسم بمشكلة على درجة من الحساسية، عندما انتقد صيام لاعبه الغاني سالي مونتاري، فلقي انتقاداً عنيفاً من رئيس الجاليات والمنظمات الاسلامية في ايطاليا.
سيدرك موراتي أن مورينيو هو ذاته الذي دخل في جدال طويل عام 2004 مع لاعب فريقه السابق تشلسي الانكليزي، الروماني ادريان موتو، بسبب منعه من اللعب مع منتخب بلاده. سيعلم تماماً عندها

أبدت رابطة الصحافيين الرياضيين الإيطاليين امتعاضها من تصرفات مورينيو
ان مورينيو هو الذي اتهم مدرب برشلونة الاسباني السابق فرانك ريكارد، عام 2005، بالاجتماع خلال شوطي مباراة تشلسي والنادي الكاتالوني مع الحكم اندريس فريسك من أجل التلاعب بالنتيجة، وقد وصف مسؤول الحكام في الاتحاد الأوروبي للعبة فولكر روث المدرب البرتغالي وقتها بأنه «عدوّ لكرة القدم».
سيكون موراتي على يقين تام عندها، بأن مورينيو هو نفسه الذي غُرم عام 2005 أيضاً بمبلغ 200 ألف جنيه استرليني لمخالفته قوانين الاتحاد الانكليزي،عندما اجتمع مع مدافع أرسنال السابق اشلي كول للاتفاق معه على الانتقال الى تشلسي.
سيعلم حينها أيضاً موراتي، أن جوزيه مورينيو هو ذات الشخص الذي كانت تضجّ الصحافة البريطانية بأخباره المليئة بالمشكلات مع غريميه في انكلترا ارسين فينغر مدرب ارسنال، والاسكتلندي أليكس فيرغيسون مدرب مانشستر يونايتد.
وبعد كل ذلك، قد يلجأ موراتي ربما الى عقوبة مالية «شكلية» على مورينيو، أو قد يمرر له لوماً لطيفاً و«من بين السطور» في جلسة على مائدة السهرة... وفي صبيحة اليوم التالي، ستشرق الشمس كالعادة على قلعة «النيراتزوري». ستسير الأمور طبيعية، فالكل هناك يدرك جيداً من هو: جوزيه مورينيو.