موسم الكرة ماشي، والفرق تلعب مجبرة، على ملاعب مقفلة للموسم الثالث بقرار مفروض لحكومة «معلّقة»، واتحاد اللعبة يجتمع «متفرقاً» ويصدر تعاميم «مبهمة» أحياناً، والإعلام يكتب، والمنتخبات تلعب «مهزومة»، وتبقى كلمة الجمهور
علي صفا
كرة لبنان الشعبية صامدة وصامتة، و«طايفة» في بحر من التناقض والأخطاء والخسائر والعبثية. الكل يلعب بها وفيها وعليها. الكل قال فيها الكثير، وبقيت بلا أفق ولا توافق ولا إصلاح ولا تغيير ولا مستقبل. إدارات اللعبة قديمة متجددة بلا برامج، تدفع وتصرف، ولا تدري الى أين المصير. لا أحد يتبنى برنامجاً للتطوير، لا يعرفون كيف يبدأون، لأن خيوط اللعبة ومشاكلها تشعبت وتداخلت وتشابكت بشكل أعقد بكثير من شباك العنكبوت. الكل يتكلم ويحلل ويشكو... وتبقى آراء جماهير اللعبة حكَماً مهماً ومؤثراً، لأنه يمثل روح اللعبة وملاعبها وصناديقها التي تشكو الفراغ المرّ.
الأخبار استطلعت شرائح من الجماهير، المُبعدة والمبتعدة، وصلت إلى 462 شخصاً، من جهات مختلفة.
كانت أسئلتنا: عن اللعبة وعودة الجمهور ومن تشجع... ونقتطف هنا أهم العناوين والأرقام.
ـــ يا حبيبي، الفطبول كان زمان أيام أبو طالب والشرقي ومارديك وسميح شاتيلا وشبارو وأبو مراد والياس جورج «والمنتوفية» وحبيب كمونة و«الشياتلة»...
عفواً يعني... هلق صار لعب ولاد.
ـــ فوتبول بدون جمهور متل «عرس بلا معازيم»، اذا الحكومة والاتحاد ما بيعملوا أمن بالملعب مين بيعمل لكان؟
ـــ مشاكل الجمهور الحياتية ضعّفت اهتمامو باللعبة، لازم يفتشوا كيف يرجعوا يشدّوا الناس عالملاعب.
ــ اذا النجمة ضلّوا مناح، برجع عالملعب. في كتير بيرجعوا.
ـــ إذا دفعولي، بفكر اذا بروح.
ـــ اللعبة بدها اتحاد غير هيدا، هيدا ما بيعمل شي، ليش رجع، ليش رجّعوا؟
ـــ صراحة، مشتاقين نرجع عالملاعب، بس يوقّفوا الزعرنة.
ـــ ليك أنا أرمني، ما في فرق أرمنية ما في فوتبول، SORRY، قصدي أرمني ونجمة كمان.
ـــ الفوتبول بدو خطة إنقاذ شاملة، بس مين بدو يعملها، برأيي لازم لجنة مختصة تعمل خطة لسنوات.
ـــ لما أخدوا الفطبول عالسياسة والنجمة عالسياسة راحت اللعبة.

اللعبة بدها تنظيف واتحاد قدير وإبعاد السياسة... ومنفكّر نرجع
ـــ تحولت اللعبة من رياضة إلى صراعات بين مراجع وأشخاص، بغياب اي خطط للتطوير. منع الجمهور ثلاث سنين غلطة... كان ممكن ضبط جماعة الشغب متل كل العالم، لكن استغلوها. مثلاً، ليش ممنوع العهد يلعب عالبلدي؟ (دكتور ــ الجامعة العربية).
ـــ مين الجمهور، أنصار ونجمة، أنا أنصاري، هيدا هوّي الأنصار؟ يا خيي منرجع عالملاعب بس على شو؟
ـــ اللعبة خفّت، وراحت الملاعب الشعبية ما بقى يطلع نجوم، الجمهور صعبة يرجع، بدها حملة اعلامية كبيرة، ونجوم وأجانب مميزين وجو نظيف بالملاعب.
ـــ والله، أنا حبيت لعبة «الصالات» فينا نربح فيها ونعمل شي بالبطولات العربية والآسيوية، عنا لاعبين «برنجي» متل التكجي وهيثم وأبو شعيا و... شفت حفظت أساميهن قوام.
ـــ الفوتبول تعبان، بدو إدارات محترفة تأمين ميزانيات ثابتة واتحاد مختص ومتفرغ، بفتكر إذا سلّموا لأجانب أحسن، مع اللبنانيي ما في فايدة.
ـــ عنا ملاعب وكم واحد بالاتحاد «ملاح» وعنا لعّيبة، بس ما عنا فطبول، ما عنا نفس نرجع. عم نتفرج عأوروبا، على ميسّي على رونالدو على بنزوما (بن زيمة) بيكفي.
ـــ صعبي يرجع الجمهور. مباريات منتخب لبنان عم تجيب 200 زلمي، معقول!
ـــ وين الحكمة وين هومنمن وهومنتمن، وين الشبيبة المزرعة، والرياضة والأدب. وين الأنصار وين التضامن. اللعبة لَوَرا، راحت.
ـــ يعني أنا بتعجب على شو هالفرق بتركض لتطلع عالدرجة الأولى، شو في؟
ـــ سياسة ورياضة ما بيمشوا. سياسيين فاشلين اكثرهم كيف بينجّحوا رياضة؟
ـــ عنا قدرات لبنانيين ممتازة، بس ما بيوصلوا عبر دهاليز الطائفية والاحزاب، الرياضة بلبنان مبنية غلط.
ـــ اللعبة بدها حرارة، انا نجماوي عتيق، ابني بيحب الانصار، ليش قال منشان الحريري، وخود عتزريك بالبيت، هيدا الفطبول.

بالأرقام

■ هل تتابع مباريات كرة القدم اللبنانية... كيف؟
من الصحف 206، الاذاعات 138، تلفزيون 27، غيره 23.
■ هل ستقصد الملاعب اذا سمح للجمهور بالدخول؟
نعم 139، لا 211، ممكن 67.
■ من تشجع؟
النجمة 102، أنصار 36، العهد 28، الصفاء 16، الحكمة 8، راسينغ 8، الساحل 8، المبرة 7، ومتفرقات للشباب الغازية، الأهلي، الإصلاح، التضامن صور، هومنتمن، هومنمن، الإخاء، طرابلس... ولا أحد.
■ عن اتحاد اللعبة: جدير 23 شخصاً، غير جدير 209، مقبول 43، لا رأي 197.


أبو طالب اللعبة إلى الوراء سر

اللعبة كل يوم لورا، بالمستوى والإدارات والقرارات. الوقت داهمنا ويلزمنا خطة متكاملة. بناء الفرق لازم تبدا من تحت، من الناشئين. مدربون وخبراء كلنا نتقدم بآراء ومشاريع ولا أحد يرد من المسؤولين. نشترك بمنتخباتنا في الدورات بلا تحضير ولا نتائج. شو ما عملوا الى الوراء سر، شوف العالم وين صار، بدنا خمسين سنة لنلحق. والزمن عم يمرق