أعلنت مصر، أمس، أنها قررت «استدعاء سفيرها لدى الجزائر للتشاور»، على خلفية أحداث العنف التي صاحبت مباراة منتخبي البلدين لكرة القدم المؤهّلة إلى نهائيات مونديال 2010 في جنوب أفريقيا. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي، لوكالة فرانس برس، أن مصر «قررت استدعاء سفيرها في الجزائر للتشاور». ويأتي هذا القرار عقب احتجاج شديد اللهجة سلّمته وزارة الخارجية المصرية، بعد ظهر أمس، إلى السفير الجزائري في مصر عبد القادر حجار وصفت فيه «الاعتداءات» على المشجّعين المصريين في السودان وعلى المصالح المصرية في الجزائر بـ«الوحشية».وأبلغت الخارجية المصرية السفير الجزائري كذلك، حسب بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمها، أن مصر ترى أن السلطات الجزائرية «سعت لإبقاء الفتنة مشتعلة» خلال الأيام الأخيرة.
وأعلن وزير الصحة المصري حاتم الجبلي، الخميس، في تصريح إلى التلفزيون المصري، أن «21 مشجعاً مصرياً أصيبوا حتى بعد ظهر الخميس بجراح بسيطة، من بينهم 12 خرجوا من المستشفيات بعد تلقّي الإسعافات اللازمة، وما زال الباقون يتلقّون الرعاية الطبية».
إعلامياً، أشادت الصحف الجزائرية الصادرة أمس بتأهّل منتخب بلادها، فعنونت «المساء»: «لقّنوا المعلم وتلاميذه درساً في الكرة الحديثة»، أما «الخبر» فكتبت بدورها «الجزائريون يقضون ليلة بيضاء احتفالاً بالتأهل إلى المونديال»، أما «لا تريبون» فعنونت «اذرفي دموعاً يا مصر، الجزائر في بلاد مانديلا».
من جهتها، خصّصت الصحف المصرية أمس عناوينها الرئيسية للأحداث التي أعقبت المباراة، وأعربت عن أسفها لـ«ضياع حلم» المونديال. وكتبت صحيفة الأهرام الحكومية في عنوانها الرئيسي «خروج مشرف لمنتخبنا الوطني من تصفيات المونديال، ومبارك يتابع موقف المصريين بعد التصرفات المؤسفة لجماهير الجزائر».
أما صحيفة الدستور المستقلة فكتبت «خليكو رافعين علم مصر .. المنتخب انهزم .. مصر لا». وقالت صحيفة الجمهورية «قدر الله وما شاء فعل، تأهّلت الجزائر وضاع الحلم». ونفى ناطق باسم الشرطة السودانية في مؤتمر صحافي وقوع أي إصابات أو اعتداءات طاولت الجمهور المصري، داحضاً مزاعم بعض وسائل الإعلام المصرية.