على باب الموسم الكروي وقبل مباراة «الكأس السوبر» اليوم، وانطلاق الدوري يوم 10 تشرين الأول، تبدو صورة فريق النجمة الحقيقية، حامل لقب الدوري، رمادية غير مكتملة، رغم أن تدريبات الفريق بدأت منذ شهر في جوّ منظّم لم تعرفه من قبل.
علي صفا
أظهرت مسابقة كأس النخبة صورة فرقها الخمسة فيما بقيت صورة النجمة وحدها مخبّأة غير واضحة، إذ لم يظهر بصورته المكتملة بعد، حيث شارك مدربه بفريق الاحتياط والجُدد، معتبراً إياها دورة تنشيطية، ومركّزا على الأهم (السوبر والدوري والكأس)، ولا بد من السؤال المهمّ أوّلاً: كيف هو وضع فريق النجمة الآن، وأين صار أجانبه الثلاثة الذين سيدعمون صفوفه في المنافسات الرسمية، وخصوصاً للدفاع عن لقب الدوري؟
آخر أخبار النجمة تفيد أن الأجانب الأفارقة لم يوقّعوا بعد (وصلت أوراق اثنين بانتظار أوراق الثالث، فضلاً عن أن باب اتحاد الكرة كان مغلقاً خلال أيام العيد، بحسب قول أمين السر سعد عيتاني). وهذا يعني أن النجمة سيلعب اليوم أمام العهد بلا أجانب، وبمجموعة لبنانية صرف « مكره أخوك لا بطل»!
وعلى خط آخر، يبدو أن برنامج معسكر الفريق المقرر من جانب الجهاز الفني، في قبرص، لن ينفّذ، بسبب ممانعة أمين السر، الذي احتجز “باسبورات” البعثة بانتظار قرار إداري بشأن ذلك، ما يعني أن المعسكر طار أيضاً! وهناك أمور أخرى متضاربة بين الأمانة العامة والجهاز الفني أيضاً!
هذا التضارب في حركة العمل وضع حتماً إدارة النجمة في حال تناقضات مربكة لجهة تحديد صلاحيات كل طرف، وصولاً إلى الموافقات على برنامج عمل يُفترض أن يكون مقرراً وواضحاً من قبل، لا على باب الموسم، ما قد يعطّل خطة عمل الفريق وجهازه الفني.
وهذا الواقع يضع الجميع أمام أسئلة بديهية: أليس في النجمة نظام داخلي يحدّد صلاحيات كل طرف، (أمين السر، المدير الإداري والجهاز الفني)؟
أليست هناك اجتماعات دورية منظّمة لمجلس الإدارة لوضع خطة العمل وبرنامج الإعداد ومتطلبات الجهاز الفني قبل انطلاق الموسم؟
ثم، هل هذا هو الوقت المناسب لعرقلة العمل والفريق؟
إن صورة النجمة بدت ناصعة، وخصوصاً بعد تتويج فريقها بلقب الدوري بجدارة، وفرض نوع من النظام الراقي كان مفقوداً لسنوات، لكنه ترسّخ مع الجهاز الفني الحالي، بقيادة المدرب إميل رستم « المتطوّع للنجمة بلا مرتبات»، فما الذي تغيّر؟!
إن نوعية الأحداث هذه تدلّ على مشكلة إدارية ونظامية تؤثر في صورة الفريق والجميع.
ومفهوم الإدارة أوّلاً هو تحديد الصلاحيات وتخصّص الأعضاء، وخصوصاً بين الفعّاليّات الرئيسة (الرئيس، أمين السر، المدير الإداري، الجهاز الفني)، وعلاقة الجهاز الفني ترتبط أولاً بمدير الفريق، وهذا يكون الصلة مع الإدارة، وأمانة السر مهمّتها تنفيذ قرارات مجلس الإدارة لا الشؤون الفنية مطلقاً، على أن يُحاسب الجهاز الفني أمام لجنة كروية مختصّة بعد كل مسابقة، أو في نهاية الموسم، بحسب اتفاق أساسي بين الطرفين. وعدا ذلك يضع الجميع أمام مسلسل من التضارب والفوضى والتخلّف.
ويبدو أن هذا التضارب يصيب معظم نوادي الكرة عندنا، ويولّد صراعات شخصية تفسد الإدارة والتطور، وصولاً إلى اتحاد اللعبة أيضاً. وأهل النجمة يدركون ذلك جيداً، وما حملته التضاربات من مطبّات في السنوات الماضية.
أمام هذا ما رأي الإدارة في ما يحصل، وما موقف الرئيس تحديداً، نحن على يقين بأن في إدارة النجمة مسؤولين على مستوى عالٍ من فهم التنظيم الإداري للحفاظ على مسار ناجح للنجمة.
الكل بحاجة إلى نجمة قوية مستقرة لمصلحة اللعبة وجمهورها وإدارتها... وهذا هو الهدف من هذا المقال.


كأس السوبر

اللقب بين العهد والنجمة


يلتقي اليوم فريقا النجمة (بطل الدوري) والعهد (بطل الكأس) تحت عنوان «السوبر»، على ملعب برج حمود (3:30)، مع الإشارة إلى أن نسخة العام الماضي أحرزها العهد بفوزه على المبرة (3ـ0). وللقاء اليوم، طابع خاص، نظراً إلى سعي الفريقين إلى تعويض ما فاتهما في «النخبة»، علماً بأن العهداويين مطالبون بمصالحة إدارتهم وجماهيرهم على ضوء إضاعتهم فرصة الاحتفاظ بـ«النخبة» بطريقة دراماتيكية، وسيشرك العهد للمرة الأولى لاعبه البرازيلي فابيو (الصورة 1) في مركز الليبيرو، وقد استعد لاعبوه لاستعادة ثقتهم بحسم المباريات النهائية.
النجمة، سيلعب من دون أجانب، ويأمل جهازه الفني بقيادة المدرب إميل رستم (الصورة 2) أن يؤدّي اللاعبون واجباتهم نتيجة تجانسهم بصورة أفضل مما ظهروا عليه في النخبة، وسيلعب «البطل» بتشكيلة «أساسية احتياطية» أملاً بمزيد من «التجريب»، وصولاً إلى بلورة الصورة النهائية للتشكيلة الأساسية التي ستدافع عن ألوان الفريق في البطولة. يقود المباراة الحكم الدولي محمد منصور.