يمكن القول إن كريستيانو رونالدو بدأ مسيرته مع ريال مدريد برقم قياسي، إذ بحضور 80 ألف متفرج لتقديمه، حطّم رقم «الأسطورة» دييغو أرماندو مارادونا الذي استقبله عند انتقاله من برشلونة إلى نابولي عام 1984، 75 ألف متفرج
شربل كريّم
بعد تسجيله رقماً مالياً عالمياً عند انتقاله من مانشستر يونايتد الإنكليزي إلى ريال مدريد الإسباني، دخل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو العاصمة الإسبانية ملكاً، وصفّقت له حاشية يمكن القول عنها إنها بدأت الاحتفالات باكراً لموسم منتظر. وبغض النظر عن هذه الأرقام، وضع الجمهور الكبير والمهلل الملهم الجديد تحت ضغط هائل، وقد عكس لمعان كؤوس النادي الملكي هذا الأمر على وجه الشاب الذي طارد حلمه باتجاه «سانتياغو برنابيو».
أضف أن البرتغالي يعرف معاني ارتداء قميص الريال، أو بطريقة أدقّ رقم نجمٍ سبقه إلى المجد، فالقميص الذي اختاره (رقم 9) التصق بأهم لاعبٍ في تاريخ فريق العاصمة، أي «الأسطورة» الفريدو دي ستيفانو، الذي كان حاضراً الحفل مع النجم البرتغالي أوزيبيو. ولا يتوقف الأمر عند دي ستيفانو لأن الرقم 9 مُنح للهداف المكسيكي هوغو سانشيز وللبرازيلي الغني عن التعريف
رونالدو.
كريستيانو رونالدو بدا مختلفاً عن البرازيلي كاكا الذي رفض ارتداء القميص الرقم 5، تحاشياً لعيش ضغط ناتج من ارتداء الفرنسي زين الدين زيدان لهذا القميص قبله، في الوقت الذي برهن فيه الجناح البرتغالي عن قوة شخصية، مبدياً استعداده لأيّ تحدٍّ، وهو الذي اعتبر دائماً أنه يستمد قوته من الضغوط والاستفزازات على أرض الملعب.
لكن رونالدو يعرف في قرارة نفسه، أنه عند انطلاق الموسم الجديد سينسى الجميع ألقابه الفردية العالمية وقيادته مانشستر يونايتد إلى الألقاب المختلفة، وأهدافه الكثيرة، وسينتظرون منه إعادة رسم تلك المشاهد بالقميص الأبيض.
نعم، يطلق رونالدو مسيرته من جديد، ومن دون مبالغة من النقطة الصفر، والسبب أنه انتقل إلى نادٍ لا يتحدث أفراده وجمهوره إلا بلغة الألقاب والأرقام القياسية. والمعادلة بسيطة فالمطلوب منه هو جذب الكؤوس والمال، إذ إنّ في الشق الأول نصراً شخصياً وجماعياً، وفي الثاني انتصاراً لاستراتيجية الرئيس فلورنتينو بيريز ومنفعة شخصية للنادي العريق، الذي سيتمكن من بدء بيع منتجاته المزّينة باسم اللاعب، كأنه يبيع الخبز!
حتى الآن، وقبل اكتشاف وضع رونالدو فنياً مع ريال مدريد، يمكن اعتبار أن هذه المرة ضرب بيريز عصفورين بحجرٍ واحد لأن رونالدو ليس كالإنكليزي ديفيد بيكام الذي سبقه منتقلاً من «أولد ترافورد» إلى «سانتياغو برنابيو»، فالبرتغالي أكثر من مجرد وجهٍ إعلاني جميل، لكن من دون شك يواجه كغيره من المنضمّين إلى ريال مدريد أعظم تحدٍّ في مسيرته لأن نحت أسمائهم في سجلات أفضل نادٍ عرفته كرة القدم سيكون شغلاً شاقاً بكل ما للكلمة من معنى.


الصحافة بالمرصاد لتحرّكات رونالدو

يتوقع أن تحفل حياة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في العاصمة الاسبانية بالمواجهات مع الصحافة، إذ توقّع مواطنه لاعب اتلتيكو مدريد سابقاً باولو فوتري أن «الباباراتزي» سينتظرونه على باب منزله طوال الوقت «وإذا بقي من دون زوجة في مدريد فإن الصحف ستنسب إليه يومياً أنه على علاقة مع ثلاث أو أربع فتيات مختلفات».