لم يكن ينقص دييغو مارادونا سوى أن ينشر موقع مجلة «ليكيب» الفرنسية خبر وفاته عن طريق الخطأ، حتى تُخلق بلبلة سرعان ما تم توضيحها. هو النجم الجدلي الذي شغل العالم منذ أواخر السبعينيات
حسن زين الدين
لا شيء في الوقت الحالي يعكر مزاج دييغو مارادونا، النجم الأسطوري الذي شغلت أخباره العالم منذ أواخر السبعينيات، إذ بالرغم من تفاوت مستوى نتائج منتخب الأرجنتين تحت قيادته في تصفيات المونديال إلا أن «الفتى الذهبي» كما اشتهر في بلاد التانغو، مشغول حالياً بمساع لنقل مباراة بلاده المهمة أمام البرازيل في تصفيات مونديال 2010، بعد شهرين، من ملعب «المونيمونتال» إلى ملعب نادي روزاريو سنترال من أجل خلق حماسة أكبر لدى مشجعي «التانغو». أما آخر أخبار النجم العالمي السابق أنه بعث برسالة يحيي فيها... سالفاتوري كارماندو، مدلك اللاعبين في ناديه الإيطالي السابق نابولي، والذي اعتزل المهنة بعدما قضى 35 عاماً في النادي، وكان من أكثر الأشخاص المقرّبين من دييغو في فترات عزّ الأخير مع نابولي في أواخر الثمانينيات.
لكن الخبر الذي أثار دهشة عشاق مارادونا لم يكن صنيعة النجم المشاكس نفسه، كما جرت العادة، بل كان مصدره فرنسا، ووقع كالصاعقة على بعض عشاقه في 4 تموز خلال تصفّحهم الموقع الإلكتروني لمجلة «ليكيب» الرياضية الشهيرة: رحيل الأسطورة.
هكذا ببساطة، تصدر صفحة الموقع في ذلك اليوم مقال بعنوان: «مارادونا نجمة انطفأت: نهاية مأسوية»، ينعى النجم الأرجنتيني، ما أثار لغطاً لدى المتصفّحين، وتناولته المواقع الإلكترونية الأخرى، حتى إن عنوان المقال بالفرنسية أصبح موجوداً على موقع «غوغل».

ما الذي حصل؟

في 4 تموز 2009 ، فوجئ المتصفّحون لموقع «ليكيب» بهذا المقال ـــــ الصدمة متصدراً صفحته الرئيسية، ومما جاء فيه: «مارادونا، نجمة انطفأت. بعد أقل من 24 ساعة على دخوله العاجل إلى أحد مستشفيات بيونيس أيريس بسبب إصابته بذبحة قلبية، توقف قلب الأسطورة الأرجنتينية. احتمالات رجحت أنه ذهب ضحية لإفراطه في تناول الكوكايين. هكذا، رحل «الفتى الذهبي» كما كان دائماً: سريعاً، سريعاً جداً. إنها النهاية المأسوية التي ستفجع عالم كرة القدم بأسره، والذي كان أحد أهم أساطيره.
رحل مارادونا. قد لا تكون مفاجأة، فمنذ عام 1991 حين أثبتت التحاليل إدمانه على الكوكايين، كان الأسطورة يتجه ببطء نحو الهاوية، الكل منذ حينها كان يعلم أن مارادونا قلب حياته رأساً على عقب وهو متجه نحو القضاء عليها.
رحل مارادونا. لن يكرر التاريخ مطلقاً هدفه التاريخي في مرمى إنكلترا في ربع نهائي مونديال 1986. لقد كان ملك كرة القدم، والوحيد الذي استطاع منافسة البرازيلي بيليه على عرش أفضل لاعب في التاريخ...».

رحيل مارادونا!

إذاً، خطأ تقني وقع فيه موقع «ليكيب» الذي يخضع للتجديد، ما أدى إلى ظهور مقالات قديمة على الصفحة الرئيسية، ولسوء حظّ الصحيفة الشهيرة احتل مقال رثاء مارادونا الواجهة، وهو يعود إلى تاريخ 4 تموز، ولكن لعام 2004. يبدو كل شيء طبيعياً حتى الآن، إلا أن «بيت القصيد» الذي ركزت عليه بالطبع المواقع الإلكترونية المنافسة ليس الخطأ المهني، بل المقال بحد ذاته الذي يتطرّق إلى رحيل مارادونا!
هكذا لم يجد موقع «لو بوست» الفرنسي سوى أن يتوجّه إلى رئيس تحرير موقع «ليكيب»، ستيفان بيتون، لاستفساره عن هذا الالتباس الذي حصل. فلفت بيتون إلى أن مقال رثاء مارادونا قديم، وهو يعود إلى الفترة التي كان فيها الأسطورة الأرجنتينية بين الحياة والموت عندما دخل المستشفى عام 2004 لإصابته بذبحة قلبية خطيرة، «وكانت الأخبار التي وردتنا تتحدث عن رحيل وشيك لمارادونا. وكما تفعل وسائل الإعلام في هذه الحالة، قمنا بتحضير مقال رثائي لم ننشره طبعاً حينها» يشرح بيتون، ويضيف بأن هذا ما عدنا ونشرناه الآن... عن طريق الخطأ!


المدرب الأغلى في تاريخ «التانغو»

رغم تعيين مارادونا عام 2008 مدرباً للأرجنتين، إلا أنّه وقّع أخيراً عقده مع اتحاد اللعبة المحلي، حيث سيتقاضى أجراً شهرياً قياسياً في بلاده يصل إلى 100 ألف دولار، حيث إن رقم أسلافه، وآخرهم ألفيو بازيلي (الصورة)، لم يكن يتعدى 50 ألف دولار.