صحيحٌ أنّ من المبكر الحديث عن لائحة المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في العالم، لأن اسم «ملك» 2009 سيُعلَن في نهاية السنة. لكن لا بدّ من الانتباه إلى أن هوية الأخير ستكشف خلال شهر تقريباً
شربل كريّم
في سنة لن يحمل صيفها حدثاً كروياً كبيراً من طراز نهائيات كأس العالم أو كأس أوروبا، يبدو السباق إلى لقب أفضل لاعب في العالم محتدماً. ويمكن تحديد خط النهاية مع إسدال الستار على المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا التي تستضيفها العاصمة الإيطالية روما في 27 أيار المقبل، أو مع نهاية البطولات الأوروبية الوطنية تباعاً. والسبب، بكل بساطة، أن الخبراء والنقاد سينتظرون ما سيحمله النجوم الأبرز في جعبتهم من ألقاب مع نهاية الموسم، إذ إن هذا العامل سيكون حاسماً في تحديد هوية الأفضل، وقد لمسنا هذا الأمر في العام الماضي عندما ظفر البرتغالي كريستيانو رونالدو باللقب بفعل حصده وفريقه مانشستر يونايتد الإنكليزي «ثُنائية»، أي لقبي بطولة إنكلترا ودوري الأبطال، رغم ظهوره بمستوى عادي مع منتخب بلاده في كأس أوروبا، حيث خرج يجرّ أذيال الخيبة، تاركاً علامة استفهام كبيرة حول إمكان ارتقائه إلى مستوى التحدي في المناسبات الكبيرة.
رونالدو نفسه هو واحد من أقوى المرشحين لجائزة الأفضل، رغم قول البعض إن أسهمه تراجعت هذه السنة لمصلحة لاعبين آخرين، أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي والإنكليزي ستيفن جيرارد، وحتى الفرنسي فرانك ريبيري. وربما كانت هذه الأقوال سبباً في دفع اللاعب إلى الاحتفال بأهدافه، مشيراً (بعجرفة) إلى نفسه بأنه الرقم واحد.
أضف مضاعفة مجهوده على أرض الملعب ومحاولته المستحيل لأن يظهر مجدداً بصورة الـ«سوبر ستار» في تشكيلة «الشياطين الحمر»، والهدف الذي سجله أمام بورتو البرتغالي في دوري الأبطال بتسديدة رائعة بعيدة المدى ليس إلا دليلاً على إصراره على عدم التنازل عن عرشه بسهولة.

سحر ميسي وسيادة جيرارد

لكن ما نشهده حالياً من سحر يقدّمه ميسي، يجعلنا نترقب أن يخلع الأرجنتيني نظيره البرتغالي عن سلطة حكم العالم الكروي.
ميسي يحمل برشلونة الإسباني على كتفيه هذا الموسم، مستفيداً من بلوغ «البرسا» كيميائية استثنائية على أرض الملعب، ما أوجد النجم القصير غالباً أمام المرمى ليهزّ الشباك، بعدما منحه المدرب الشاب جوسيب غوارديولا دوراً حرّاً. وهذا الدور هو أحد الأدوار المهمّة التي يضطلع بها ميسي، فهو أيضاً الخلّاق على أرض الملعب وصاحب التمريرات الحاسمة، فضلاً عن المتعة التي يرسمها بإذلاله كل المدافعين الذين يواجهونه بيأس.
إلا أن الواقع يقول بأن كل هذا المجهود سيذهب سدى إذا لم يتمكن «ليو» من قيادة الفريق الكاتالوني إلى لقبي «الليغا» ودوري الأبطال، لينصّب نفسه الأفضل في العالم لسنة 2009، في الوقت الذي ينتظر فيه مواطنوه قيادته منتخب الأرجنتين إلى اللقب في مونديال 2010 ليولد أخيراً خليفة «الأسطورة» الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا، بعدما وُسِم لاعبون عدّة بهذه الصفة (أرييل أورتيغا، مارسيلو غالاردو، أرييل إيباغازا، خوران رومان ريكيلمي، أندريس داليساندرو، كارلوس تيفيز...) ثم انتزعت منهم إثر فشلهم في إعادة بلاد «التانغو» إلى قمة العالم.
ولا يبدو جيرارد بعيداً عن واقع التربع على العرش العالمي، إذ إن كابتن ليفربول أنهى هذا الموسم الجدال الطويل بشأن من هو سيّد خط الوسط في إنكلترا، فتفوّق على فرانك لامبارد ومايكل كاريك وكل أولئك الأجانب الذين استقدموا إلى دوري تعتمد فرقه اعتماداً كبيراً على شراسة لاعبي منتصف الميدان لإحداث الفارق، وخصوصاً في الالتحامات البدنية القوية التي تشبه أحياناً حادثة اصطدام قطارين.
طبعاً، ما ميّز جيرارد هو دوره القيادي ورفعه من معدله التهديفي هذا الموسم، إلى تحوّله ملهماً لزملائه، وهذا بدا تماماً عبر تصريح الهداف الإسباني فرناندو توريس الذي قال عنه إنه من دون جدال أفضل لاعبٍ في العالم حالياً. وقد تصدق توقعات توريس ويتوّج جيرارد باللقب إذا تمكن من قلب الطاولة على الجميع وجعل «الحمر» يعانقون كأس بطولة الدوري التي غابت عن خزائنهم منذ عام 1990.
وحده ريبيري قد يخرج خائباً لغيابه عن الوقوف كأحد أفضل ثلاثة في العالم لكون فريقه بايرن ميونيخ الألماني المتذبذب المستوى مهدداً بالخروج خالي الوفاض. لكن من يدري؟ قد يكون التعويض عبر الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة «فرانس فوتبول»، وهذه الأخيرة قد لا تجد أفضل من مواطنها لرفعه إلى مصاف الكبار استناداً إلى حضوره الفردي اللافت وبغض النظر عن صورة فريقه في نهاية الموسم.
خيار كهذا لن يكون مستغرباً، إذ غالباً ما اختلف اسم الفائز بالكرة الذهبية عن نظيره المختار من الاتحاد الدولي لكرة القدم!


هنري يرى رونالدو أفضل من ميسي

فاجأ الفرنسي تييري هنري الجميع عندما صرّح أخيراً بأن كريستيانو رونالدو (الصورة) أفضل من زميله في برشلونة ليونيل ميسي. وأوضح هنري قوله بأن اللاعب الأفضل يُقاس بقدراته على مساعدة فريقه للظفر بالألقاب، وهذا ما فعله رونالدو في الموسم الماضي. «لكن سننتظر المستقبل لنرى من هو الأفضل فعلاً، لأن ميسي لديه المزيد لتقديمه».