في سردٍ تسلسلي لما حصل منذ الصيف الماضي، يمكن القول إن الكارثة كانت متوقعة في نادي ميلان، إذ إن غياب التفاهم بين الجهازين الفني والإداري كان لا بدّ أن يضعف موقف الفريق على أرض الملعب
شربل كريم
تبدأ القصة عند كارلو أنشيلوتي المدرب المهدد بفقدان منصبه حالياً، والذي لم يعد له رأي مؤثر في التعاقدات التي يجريها نائب الرئيس أدريانو غالياني. أضف، أن كلمته في ما خصّ موضوع استقدام لاعبين هو بحاجةٍ إليهم لم تعد مسموعة عند الأخير.
ومن خلال النتائج والأسماء الموجودة، يظهر كأن ميلان يعيش السيناريو الذي عاناه ريال مدريد الإسباني أيام الرئيس فلورنتينو بيريز، إذ إن سياسة استقدام النجوم استناداً إلى اسمائهم الرنانة، لا إلى مستواهم، أمثال رونالدينيو والأوكراني أندري شفتشنكو اللذين يحتاجان إلى إعادة تأهيل، أضرّت بمصلحة الفريق أكثر مما أفادته. كذلك فإن المشكلة الأكبر تبرز في معدّل السن المتقدّم في تشكيلة «الروسونيري»، وتحديداً في خط الدفاع حيث تأثرت مجموعة أنشيلوتي بالابتعاد القسري للدولي اليساندرو نيستا، وأن عطاء باولو مالديني الذي يخوض موسمه الأخير لم يعد على أعلى مستوى، في الوقت الذي تبدو فيه الخيارات الدفاعية قليلة، لا بل شبه معدومة، أمام أنشيلوتي لأنه يملك على مقاعد البدلاء لاعبَين لم يقتنع بأدائهما، الأول هو السويسري فيليب سانديروس المعار من أرسنال، والثاني هو دانييلي بونيرا الذي اعتبر سابقاً مدافع المستقبل في إيطاليا، يضاف إليهما «العجوز» جوسيبي فافالي الذي من الواضح أنه لا يستطيع خوض أكثر من نصف ساعة خلال اللقاء.
ولا يخفى أن ميلان حاول إيجاد حلّ لهذه المعضلة، وتحديداً عندما توجه إلى ليفربول خاطباً ودّ الدنماركي دانيال آغر، بيد أن الفشل كان في انتظاره بسبب تمسّك «الحمر» أولاً بالمدافع العملاق، وعدم سخي النادي الإيطالي في تقديم عرض مغرٍ يقنع المدير التنفيذي ريك باري بالتخلي عن خدماته.
وفي موازاة المشكلة الدفاعية، ظهر الفريق غالباً عادياً في كلّ مرة غاب فيها ملهمه البرازيلي كاكا عن صفوفه، ولو أن بيكام عوّض جزئياً بتمريراته الدقيقة ابتعاد زميله بسبب الإصابة. لكن، لا يقتصر أمر مشكلة خط الوسط على غياب كاكا لأن إصابة العائد أندريا بيرلو وبعده إصابة «المحارب» جينارو غاتوزو تركتا أثرهما أيضاً، بينما حاول الهولندي كلارنس سيدورف (قبل إصابته أيضاً) تقديم كل ما لديه من خبرة على أرض الملعب، مستنداً على حيوية الفرنسي ماتيو فلاميني، الذي يلعب دور غاتوزو جاهداً لعدم وصول مهاجمي الفرق الخصوم إلى المنطقة الدفاعية الضعيفة.
ولا شك في أن الحضور القوي لفلاميني وللمهاجم البرازيلي اليافع ألكسندر باتو، علّم ميلان درساً بأنه يفترض عليه الاعتماد على اللاعبين الشبان دون سواهم، وأن أول أخطاء الموسم حصلت قبل بدايته حتى، وتحديداً عندما قررت الإدارة السماح برحيل الفرنسي المتألق يوان غوركوف إلى بوردو على سبيل الإعارة.
طبعاً، ستكون الأمور مختلفة في الصيف المقبل، وخصوصاً بعدما بدا أن أنشيلوتي أعلن استسلامه بعد ثمانية أعوام من الوقوف على رأس الجهاز الفني، حيث قاد الفريق إلى لقبين في دوري أبطال أوروبا، فهو جاهر بأنه وحده يتحمّل مسؤولية الخروج من كأس الاتحاد الأوروبي، وبأنه لا أمل لميلان هذا الموسم إلا بالسعي إلى ضمان مركزٍ مؤهّل إلى المسابقة الأوروبية الأم.
من هنا، يبدو أن فقدان المدرب الثقة بنفسه وفقدان الإدارة الثقة فيه مقدّمة لرحيله في نهاية موسم دراماتيكي حتى الآن بالنسبة إلى ميلان، فبدأ الحديث عن اسم البديل، إذ يقال أن الجناح البرازيلي السابق ليوناردو، الذي جهد في العمل لمصلحة النادي داخل الكواليس خلال الأعوام الأخيرة، سيعطى الفرصة لمحاولة تسطير الإنجازات نفسها التي حصدها لاعباً، وأهمها بطولة الدوري ضمن مجموعةٍ تألّق فيها مواطنه سيرجينيو وشفتشنكو والهدّاف الألماني أوليفر بيرهوف...
أما عن اسم الرجل الذي سينطق بكلماتٍ قليلة أمام ميكروفونات الصحافيين، ليتحوّل النادي ومشجعيه الكثيرين إلى مرحلةٍ جديدة، فهو بكل تأكيد الرئيس سيلفيو برلوسكوني الغنيّ عن التعريف، والذي يخرج غالباً مسوّقاً نفسه على أنه الآمر الناهي، ومصوّباً الأضواء في اتجاهه عبر إعلانه أنباءً حاسمة تبقى حديث الإعلام والشارع لوقتٍ ليس بقصير.


المدرب الجديد

سينحصر اسم خليفة أنشيلوتي بين الهولندي فرانك رايكارد (الصورة) والبرازيلي ليوناردو اللذين سبق لهما الدفاع عن ألوان الفريق، وقد يملك الأول أفضلية بحكم خبرته التدريبية




برلوسكوني مطمئن

وصف رئيس ميلان سيلفيو برلوسكوني الخسارة الأخيرة أمام سمبدوريا بالمهينة، لكنه طمأن بأنه لا مشكلة لأنها جاءت في ظل ابتعاد عددٍ لا يستهان به من اللاعبين الأساسيين بسبب الإصابة


غالياني لم يعد يحتمل الخسائر

لم يعد نائب رئيس ميلان أدريانو غالياني يحتمل رؤية فريقه خاسراً، وهو فقد الثقة بالمدرب كارلو أنشيلوتي، رغم اجتماعه الأخير معه. وبعدما ضاق ذرعاً من النتائج، قرر حضور التمارين كلّها في «ميلانيللو»، مراقباً عن كثب التزام اللاعبين ومدى تفاعلهم مع التعليمات الموجّهة إليهم


عملاق أندية إيطاليا يعيش موسماً دراماتيكياً



لا ابتسامة البرازيلي رونالدينيو الدائمة على أرض الملعب، ولا حتى وصول «البلايبوي» الإنكليزي ديفيد بيكام إلى مدينة الموضة، استطاعا تجميل الصورة المشوّهة التي يبدو عليها أحد أعرق الأندية الإيطالية هذا الموسم، فالنتائج المتفاوتة التي سجّلها ميلان لم تترك مكاناً للتفاؤل عند أنصاره الذين صفقوا بحذر للانتصارات الباهرة القليلة التي حققها حتى الآن. خسارة «الدربي» أمام الغريم إنتر ميلان، والابتعاد عن الأخير بفارقٍ كبير على لائحة ترتيب الدوري الإيطالي لكرة القدم، ثم الخروج الصاعق على يد فيردر بريمن الألماني في كأس الاتحاد الأوروبي، وبعده خسارة جديدة أمام سمبدوريا، أكدا دخول «الروسونيري» في دوامة كارثة كانت متوقعة


لم يعد
لأنشيلوتي رأي مؤثّر
في التعاقدات التي يجريها غالياني


يبدو كأن
ميلان يعيش
السيناريو الذي عاناه ريال مدريد أيام بيريز