لا أحد ينكر أن لعبة كرة القدم في لبنان اليوم آخذة في التراجع، ووهجها بدأ يخمد من جيل إلى جيل حتى استفحل تراجع لبنان على سلّم الترتيب الدولي... ويبقى لنجوم العصر الذهبي كلام وآراء...
إبراهيم وزنه
قلّة من نجومنا القدامى ما زالوا في «ميدان» العمل الكروي بشكل ما، لذا ارتأينا، خلال استراحة الدوري، استصراح بعضهم لكشف آرائهم القيّمة في واقع اللعبة الحالي. ونقف هنا مع نجم فريق الراسينغ الذهبي ومنتخب لبنان و«جوكر» اللعبة في الستينيات الياس جورج، دفاعاً ووسطاً وهجوماً (لاعب منتخب العرب 1964، مع نجم لبنان أبو طالب).
الياس، رمز الأخلاق الرياضية، هو اليوم رئيس لجنة محافظة الشمال، ويبادرنا «أضع خبرتي بتصرّف اللعبة...ولكن للأسف وجدت نفسي موجّهاً إدارياً لا فنياً كما أرغب».
ويرى جورج أن «تراجع اللعبة في لبنان مردّه إلى وضع البلد غير المستقر وتكاثر العقبات أمام التطوير، إضافة إلى ضعف الإمكانيات المادية وابتعاد أهل الخبرة، وكذلك السياسة التي «خرّبت» الرياضة. فإنهاض اللعبة يبقى رهن استقرار الوضع مع دعم الدولة». وأوضح «خلال مباريات الشمال، يدخل بعض من الجمهور إلى الملاعب، وهذا التدبير أخذناه على عاتقنا». ووجد في تكفّل الاتحاد بمصاريف أندية الدرجتين الثالثة والرابعة إيجابية يجب تفعيلها، لافتاً إلى أن توافق القيّمين على اللعبة لا بدّ أن يسهم باستعادة بريقها.

منتخبات... تراجع

وفي الحديث عن وضع المنتخبات، أعرب جورج عن استيائه حيال التراجع الفني المستمر، مؤكّداًَ «التغيير هو المطلوب، وليس الاعتماد على أسماء ثابتة وجهاز تدريب مجرّب، ومستوى اللاعبين متراجع عالمياً، كما أن الرغبة في التطوير أوصلت إلى الأمام من كان خلفنا بمسافات»! ولمّا سألناه عن خروج النجوم من الملاعب دون تكريم، أجاب «إنه لأمرٌ مؤلم أن يخرج نجوم لبنان من الملاعب دون لفتة تكريمية». ثم «فضفض» نجم الماضي الذهبي بما في قلبه، قائلاً «للأسف، عندما يمسك بزمام اللعبة من لا يعرف أسرارها وتفاصيلها سيأخذها إلى الوراء لا إلى الأمام». وأضاف «صدّقني هناك أندية ماشي حالها من دون دعم مادي، وأخرى تتراجع رغم الدعم المتوافر لها». ولفت إلى أن «الخبرة تكمن في إدارة النادي، فهناك من يحقق نتائج جيدة بموازنات متواضعة».

الأجانب... لماذا؟

وفي موضوع اللاعبين الأجانب في لبنان، سارع جورج موضحاً «أجانب اليوم ليسوا أفضل من لاعبينا المحليين، وليت الاتحاد والأندية يلغيان فكرة ضم الأجانب. ففي السابق، كانت إدارات الأندية تجتهد لاستقدام أفضل الأجانب، ومرّت أسماء لامعة (فيليب الشايب من سوريا، علي محسن اليمني من الزمالك، محسن صالح وعز الدين يعقوب ومحمود رشدي من مصر )، ومدرّبون عالميون (بروشتش المجري، فريتز النمساوي بوغدان الروماني). وفي السنوات الأخيرة، لم نلحظ من اللاعبين المميزين سوى دايفيد ناكيد ووارطان غازريان وبابكين».
وختام «دردشتنا» كان: كرة لبنان إلى أين؟ فردّ بحسرة «تطوّر كرتنا رهن باستقرار الأوضاع والنفوس، وتعاون القيّمين على إدارتها، وهذا ما نتمناه رحمة بالأجيال الصاعدة».

بطاقة هوية

الاسم: الياس جورج (70 سنة).
المهنة حالياً : تجارة الألبسة والمعدّات الرياضية ـــــ طرابلس.
لعب مع: الرياضة والأدب (1954)، الحكمة (1959) ثم الراسينغ (1962) حتى الاعتزال (1975).
مبارياته الدولية : 10
لعب لمنتخب لبنان (14 سنة) واختير لمنتخبي العرب وآسيا عام 1964.


تكريم النجوم واجب وطني

أمر مؤلم أن يخرج نجومنا من الملاعب دون تكريم. لقد أسهم نائب منطقتي سليم حبيب بتكريمي من قبل الرئيس الراحل الياس الهراوي (الصورة) في عام 1994، ويومها منحني وسام الأرز، ولن أنسى تلك اللحظة الرائعة، التي تمنيتها لو كانت في الملعب.