حسن زين الدينقبل حوالى شهرين من الزمن، كنت لتظن لوهلة في لبنان أنك في سويسرا أو النمسا، إذ كانت أجواء حماسة «يورو 2008» تضجّ في شوارعنا وأزقتنا. لكن مشهد الشارع اللبناني كان مختلفاً مع «أولمبياد بكين». إذ إن الألعاب الأولمبية، ورغم اعتبارها من التظاهرات الأضخم عالمياً وقد ترافقت مع ضجة إعلامية، فإن متابعتها من جانب اللبنانيين تراوحت بين بعض الألعاب الجماعية، أو النتائج في النشرات الإخبارية الرياضية، وقلّة واظبت على متابعة مختلف الألعاب، وخصوصاً أن الكثيرين لم يتوقّعوا إنجازاً في ما يخصّ المشاركة اللبنانية. لكن ما هو مؤكد، أنه لا مجال للمقارنة في شوارعنا بين حماسة كأس العالم أو اليورو من جهة، والألعاب الأولمبية من جهة أخرى.
ولتحديد الصورة أكثر مع جملة من التقتهم «الأخبار»، يتضح أن الصفة التي تطلق على الجمهور اللبناني بأنّه «كروي» بالدرجة الأولى تبدو جليّة، إذ إن عدداً كبيراً لم يتابع بانتظام سوى لعبة كرة القدم، فآزر البرازيل والأرجنتين، وحتى إن بعضهم كمشجعي ألمانيا، كانوا متحمّسين لمنتخب ألمانيا لكرة السيدات باعتبار أن رجالها لم يتأهّلوا إلى الأولمبياد. كذلك فإن هؤلاء لهم تقاليد خاصة، إذ تحيّزوا لهذه الدول في كل الألعاب الأخرى، كولاء لتشجيعهم لها في كرة القدم!
ووجد فؤاد في الألعاب الأولمبية زحمة نظراً إلى كثرة الألعاب، وهو لم يتابع إلا لعبتي كرة القدم والسلة بانتظام. لكن هذا الأمر لم يمنع من متابعته التقارير الإخبارية الملخِّصة للأحداث، ويوافقه طارق الرأي، إذ وجد أن توقيت الألعاب صباحاً لم يتلاءم مع دوام عمله، لكن رغم هذا الأمر «تابعت نتائج البطولة من خلال الصحف اليومية» يقول طارق، وأكثر ما استهواه هو جدول ترتيب ميداليات الدول المشارِكة. أما ريما فتخالف الاثنين في الرأي، إذ إنها تابعت الأولمبياد بشغف، وخصوصاً الألعاب الفردية، كالسباحة بالدرجة الأولى، وألعاب القوى، وهي تجد أن المستوى الفني يكون مرتفعاً في الألعاب الأولمبية إضافة الى المفاجآت التي تحدث. أما سبب تعلّقها بالأولمبياد، فلأنها في الأيام العادية لا تستطيع متابعة كل هذه الرياضات، إذ إن الأولمبياد يجمع كل الألعاب، وتضيف «الأولمبياد بريّح من هالناحية».