strong>أفلت جوان لابورتا وفريقه الإداري من المصير الأسوأ عندما احتفظوا بإدارة برشلونة الإسباني العريق، بعد تصويت تجديد الثقة حيث اقترعت الأكثرية ضدهم من دون أن تنجح في تأمين النسبة اللازمة لإطاحتهم خارج أسوار النادي الكاتالوني العريق
شربل كريم
لم يكن الأحد الماضي في كاتالونيا كغيره من تلك الأيام «الباردة» التي يقصد فيها أبناء الإقليم الشاطئ أو يبقون في منازلهم لأخذ قسط من الراحة بعد أسبوع شاق وطويل في العمل، إذ إن صناديق برشلونة كانت تناديهم لوضع أصواتهم فيها، فتوافدوا منذ ساعات الصباح الأولى إلى «كامب نو» للتعبير عن رأيهم في التطوّرات التي أفرزتها النتائج المخيّبة الموسم الماضي حيث خرج «البرسا» خالي الوفاض مرة جديدة.
مارس الـ«سوسيوس» (الأعضاء المنتسبون إلى الجمعية العمومية) حقهم الديموقراطي في التعبير، وكان مستقبل لابورتا ورفاقه بين أيديهم فصوّت أقل من نصفهم (37.75 في المئة) لبقائه في منصبه، مقابل 60.6 طالبوا برحيله، إلا أن المطالبين بإقالته احتاجوا إلى نسبة 66 في المئة لإطاحته، ليبقى المحامي البارع في مهنته مدافعاً عن نفسه هذه المرّة ضد تهمة «الفشل» التي اتهمه بها العضوان اوريول جيرالت وكريستيان كاستيلفي، موجهين الدعوة إلى 118.528 مشجعاً منتسباً إلى صناديق الاقتراع.
وكان من المتوقع أن يسقط لابورتا بسرعة التواقيع الكثيرة التي جمعها الرجلان وكانت ضرورية لإجبار الجمعية العمومية على الانعقاد، وهو الأمر الذي رأى البعض أنّه تحريض من نائبه السابق ساندرو روسيل الذي ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على لابورتا وإحراجه لإخراجه قبل مواجهته في الانتخابات المقبلة.
صحيح أن لابورتا خرج حيّاً من «الكمين» الذي نصب له، لكنه يقف الآن مجروحاً أمام معركة قوية في حرب متأججة يُتوقع أن تستمر في المراحل المقبلة، وقد تركت تخوفاً عند الطرف المحايد بانعكاسها سلباً على الفريق الساعي للعودة إلى سكة الألقاب.
ويمكن اعتبار أنه لم يخرج أحد فائزاً في اقتراع الأحد، إذ إن الذين وقفوا ضد لابورتا لم ينجحوا في تحقيق مبتغاهم، بينما أدرك الرئيس بدوره أن ولايته التي ستنتهي في صيف 2010 ستكون الأخيرة بعد وقوف الأكثرية الساحقة ضده، والخلاص الوحيد بالنسبة إليه هو تكرار إنجاز 2006 عندما فاز الفريق الكاتالوني بلقبي الدوري ومسابقة دوري أبطال أوروبا، وهو السيناريو الذي قد يصعب تكراره في ظل الورشة الحقيقية التي يشهدها الفريق والتبديلات الجذرية في صفوفه مع مدرب شاب من دون خبرة فعلية هو الكابتن السابق بيب غوارديولا.
ويعرف لابورتا تماماً أن المناديل البيضاء المندّدة بسياسته قد ترفع في وجهه ثانيةً في «نو كامب»، وهو الذي قاد بدوره في التسعينيات حملة تصويت على الثقة بالرئيس السابق جوزيب لويس نونيز، لذا فإن خطواته المقبلة ستكون مدروسة أكثر، وخصوصاً أن أخطاء الموسم الماضي إن كان في التعاقدات أو في طريقة محاسبة المدرب الهولندي فرانك رايكارد طفت بشكلٍ فاضح وغير مقبول.
ولا يخفى أن لابورتا وبرشلونة سيعيشان حالة من التوتر في السنتين المقبلتين، وخصوصاً أن الجمهور عاقب الرئيس بقساوة علناً على فشله، من دون أن يقدم الأخير على الاستقالة، وهو الأمر الذي سيضعه في مواجهة الشريحة الواسعة من الجمهور الذي أبدى امتعاضه بأن أصواته ذهبت هدراً ولم يكن لها تأثير على مستقبل النادي.
وعموماً، يمكن اعتبار أن لابورتا بقي قوياً لكونه يحظى بدعم الرجال الأقوياء في النادي وعلى رأسهم «الهولندي الطائر» يوهان كرويف قائد حملة مؤازرة الرئيس، وهي خطوة إضافية ستجبر لابورتا على الأخذ بنصائح المدرب واللاعب السابق بحذافيرها، وهو الذي تجاهل بعضاً منها قبل بداية الموسم الماضي عندما دعاه إلى بيع أحد النجوم البرازيلي رونالدينيو، الكاميروني صامويل إيتو أو البرتغالي ديكو، فكان الثلاثة الخيبة الأكبر والسبب الأساس وراء وضعه في هذا الموقف الحرج الذي تركه في مهبّ العواصف الضاربة من كل حدب وصوب، بعدما كان الرجل الأول في إعادة ناديه إلى العصر الذهبي على الصعيدين المحلي والقاري.